للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جَهَنَّمَ مثلِ قُورِ حِسْمَى ". الرَّكِيبُ: الراكِبُ، ونظيرُه ما ذكره سيبويه من قولهم: ضَرِيبُ قِداحٍ لضارِبِها، وصَرِيمٌ للصارِم، وعَرِيفٌ للعارِف في قول طَرِيفِ بن تَمِيم العَنْبَرِيّ:

أَوَ كُلَّما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبِيلَةٌ ... بَعَثُوا إلَيَّ عَرِيفَهُم يَتَوَسَّمُ

والسَّاعِي: المُصَدِّق. والقُورُ: جمع قارَةٍ، وهي اصغرُ من الجَبَل، وحِسْمَى: بَلَد جُذام، والمراد برَكِيب السُّعاةِ من يَرْكَبُ عُمَّالَ العَدْل بالرَّفْعِ عليهم، ونِسْبَة ما هم منه برآء من زِيادة القَبْض والانْحِراف عن السَّوِيّة إليهم. ويجوز أن يُراد به من يركبُ منهم الناسَ بالغَشْمِ، أو من يصحبُ عُمَّال الجَوْرِ ويركبُ معهم. وفيه بيان أنّ هذا كان بهذه المنزلة من الوَعِيد فما الظَّنُّ بالعُمَّال أنْفُسِهم.

والرَّكْبَةُ بالفتح: المرّة من الرُّكوب، ومنه حديث حُذَيْفَةَ بنِ اليَمان رضي الله عنهما أنّه قال: " إنّما تَهْلِكُون إذا لم يُعْرَفْ لذي الشَّيْبِ شَيْبُه، وإذا صِرْتم تَمْشون الرَّكَباتِ كأنّكم يعاقِيبُ حَجَلٍ لا تَعْرِفون معروفًا ولا تُنْكِرُون مُنْكَرًا ". انتصاب الرَّكَباتِ بفعلٍ مضمر هو حالٌ من فاعِل تَمْشُون، والرَّكَباتُ واقعةٌ موقع ذلك الفِعْل مُسْتَغْنًى به عنه، والتقدير: تَمْشُون تَرْكَبُون الرَّكَبات، كما أنّ أرْسَلَها العِراكَ، على أَرْسَلَها تعترك العِراكَ، والمعنى: تَمْشُون راكِبينَ رءُوسَكُم، أي هائمين سادِرِين تسترسِلون فيما لا ينبغي من غير رُجوعٍ إلى فِكْر، ولا صُدُورٍ عن رَوِيّة، كأنكم في تسرُّعِكم إليه وتطايُرِكم نحوَهُ يَعاقِيب.

ويقال: نخلٌ رَكِيبٌ، وهو ما غُرِس سَطْرًا على جَدْوَل أو غير جدول، وقد يُقال للقَراحِ الذي يُزْرَع فيه رَكِيبٌ.

وقال تَأَبط شَرًّا:

ويَوْمًا على أهلِ المَواشِي وتارَةً ... لأَهْل رَكيبٍ ذي ثَمِيلٍ وسُنْبُلِ

ويقالُ: هو ما بين نَهْرَي الكَرْم، وهو الظَّهْرُ الذي بين النَّهْرَيْن.

والرَّكيبُ أيْضًا: يكون اسمًا للمُرَكَّبِ في الشيء مِثْلِ الفَصّ ونحوه، لأنّ المُفَعَّل والمُفْعَلَ كُلٌّ يُرَدُّ إلى فَعِيلٍ، تقول: ثَوْبٌ مُجَدَّدٌ وجَدِيدٌ، ورجلٌ مُطْلَق وطَلِيقٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>