قالَ: والشَّيُوعُ، بالفَتْح: الضِّرامُ من الحَطَب؛ وهُو ما دَقَّ من النَّباتِ فأَسْرَعَتْ فيه النارُ الضَّعِيفَةُ حَتَّى تَقْوَى على الجَزْلِ. تقولُ: أَعْطِني شَيُوعًا وثَقُوبًا.
وقال ابنُ دريد: المِشْيَعَةُ، بكسر الميم: قُفَّةٌ تَجْعَلُ فيها المرأةُ قُطْنَها وغَيْرَ ذلِكَ.
والشاعُ: بَوْلُ الناقَةِ المُنْتَشِرُ إذا ضَرَبَها الفَحْلُ. أنشد الأصْمَعيّ:
يُقَطِّعْنَ للإبْساسِ شاعًا كأَنَّه ... جَدايا عَلَى الأنْساءِ مِنها بَصائِرُ
والجَمَلُ أيضًا يُقَطِّعُ ببَوْلِهِ إذا هاجَ. وبَوْلُه شاعٌ، وأنْشَد:
ولَقَدْ رَمَى بالشاعِ عِنْدَ مُناخِهِ ... ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهْدِيرِ
وقال ابنُ الأعرابيّ: الشِّياعُ، بالكسر: زَمّارَةُ الراعِي. ومنهُ حَدِيثُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: " إنَّ مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرانَ سَأَلَتْ رَبَّها أَنْ يُطْعِمَها لَحْمًا لا دَمَ فِيهِ فأَطْعَمَها الجَرادَ، فقالَتْ: اللَّهُمَّ أَعِشْهُ بغَيْرِ رَضاعٍ، وتابِعْ بينه بغَيْرِ شِياعٍ "، أي بلا زَمَّارَةِ راعٍ، أي تابِعْ بينه في الطَّيَران حتى يَتَتابَع بلا شِياع. وقِيلَ الشِّياعُ: الدُّعاءُ.
قال: وسَمِعْتُ أَبا المَكارِمِ يَذُمُّ رَجُلًا يقول: هُوَ خَبٌّ مَشِيعٌ، بفتح الميم، أَراد أَنَّه مِثْلُ الضَّبِّ الحَقُودِ ولا يُنْتَفَع به.
والمَشِيعُ من قَوْلِكَ: شِعْتُه أَشِيعُه شَيْعًا: إذا مَلَأْتَهُ.
وأشاعَ بإبِلِه إشاعَةً: إذا دَعاها، وكذلك شَيَّعَ بإبِلِه.
وفي الحديث: " نَهَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المُشَيَّعَةِ في الأضاحِيِّ ". يُرْوَى بفَتْح الياء وكَسْرها، فالمُشَيَّعَةُ، بالفتح: هي التي تحتاجُ إلى مَنْ يُشَيِّعُها، أي يُتْبِعُها الغَنَمَ، لأَنّها لا تَقْدِرُ عَلَى ذلك. وبالكَسْر: الَّتي لا تَزالُ تُشَيِّع الغَنَم، أي تَتْبَعُها لِعَجَفِها.
وقال أبو سَعِيدٍ: هُما مُتَشايِعان ومُشْتاعانِ في دارٍ أو أرْضٍ، إذا كانا شَريكَيْن فيها. وهُمْ شُيَعاءُ فيها، وكُلُّ واحدٍ منهم شَيِّعٌ لصاحِبه، مثال سَيِّد ومَيِّت.