للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن أمثالِ العَرَبِ: ظَلَمَ ظُلْمَ الخَيْفَقَانِ، واسمُه سَيَّارٌ، خَرَجَ يُريدُ الشِّحْرَ هارِبًا من عَوْفِ بنِ الخَلِيلِ بنِ سَبَأ، وكان قَتَلَ أخاه عُوَيْفًا، فلَقِيَه ابنُ عَمٍّ له ومَعَه ناقَتانِ وزَادٌ، فقال له: أين تُرِيدُ؟ قال: الأُبْغُوَانَ، لِئلَّا يَقْدِرَ عَلَيَّ عَوْفٌ، فقد قَتَلْتُ أَخَاهُ عُوَيْفًا؛ فقال له: خُذْ إِحْدَى النَّاقَتَيْنِ، وشَاطَرَه زَادَهُ؛ فلمّا وَلَّى عَطَفَ عليه بسَيْفِه فقَتَلَه؛ وأخذَ النَّاقةَ الأُخْرَى وباقِيَ الزَّادِ، فلمّا صارَ إلى البَلَدِ سَمِعَ هاتِفًا يَهْتِفُ ويَقولُ:

ظُلْمُكَ المُنْصِفَ جَوْرُ

فِيهِ لِلْفَاعِلِ بَوْرُ

ورَمَاهُ بسَهْمٍ، وفيه يَقُولُ القائِلُ:

تَعالى اللهُ هذا الجَوْرُ حَقًّا ... ولا ظُلْمٌ كظُلْمِ الخَيْفَقَانِ

وناقَةٌ خَيْفَقِيقٌ، وفَرَسٌ خَيْفَقِيقٌ، وهو السَّرِيعُ جِدًّا، وظَلِيمٌ خَيْفَقِيقٌ.

وقال اللَّيْثُ: خَيْفَقِيق: حِكَايَةُ جَرْيِ الخَيْلِ، تَقُولُ: جاءُوا بالرَّكْضِ والخَيْفَقِيقِ، من غَيرِ فِعْلٍ؛ يَقولُ: لَيْسَ يَتَصَرَّفُ مِنْه فِعْلٌ؛ عن أبي عُبَيْدٍ.

وقال أبو عُبَيْدةَ: فَرَسٌ خَفِقٌ؛ والأُنْثَى: خَفِقَةٌ؛ مثل جَرِبٍ وجَرِبَةٍ؛ وإن شِئْتَ قُلْتَ: خُفَقٌ، والأُنْثَى: خُفَقَةٌ؛ مِثالُ رُطَبٍ ورُطَبَةٍ؛ والجمعُ: خَفِقاتٌ، وخُفَقاتٌ، وخِفَاقٌ، وهو بمنزلةِ الأَقَبِّ. ورُبّما كان الخُفُوقُ من خِلْقَةِ الفَرَسِ، ورُبّما كان من الضُّمورِ والجَهْدِ، ورُبّما أُضِيفَ، وأَنْشدَ في الإفْرادِ قَوْلَ الخَنْساءِ:

نُرَفِّعُ فَضْلَ سَابِغةٍ دِلاصٍ ... على خَيْفَانَةٍ خَفِقٍ حَشَاهَا

وأنشدَ في الإضافةِ:

* حَابِي الضُّلُوعِ خَفِقِ الأَحْشاءِ *

وقال اللّيْثُ: الاخْتِفَاقُ: الخَفْقُ، يُقال: رايَاتُهم تَخْتَفِقُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>