وقال ابنُ الأَعْرَابيِّ: في فُلانٍ طُرْقَةٌ، إذا كان فيه تَخْنِيثٌ.
والطُّرْقَةُ: الأَحْمَقُ.
وقال الجوهريُّ: وأمَّا قَوْلُ رُؤْبَةَ:
* للعِدِّ إذْ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ *
هكذا وَقَعَ " أَخْلَفَه "، على التَّذْكِيرِ، والرِّوايةُ: " أَخْلَفَها "، على التَّأْنِيثِ، يَعْنِي الأُتُنَ؛ وقَبْلَ المَشْطُورِ:
وافْتَرَشَتْ أَبْيَضَ كالصُّبْحِ اللَّهَقْ
قَوَارِبًا من وَاحِفٍ بَعْدَ العَبَقْ
أَبْيَض، يعني: طَرِيقًا أَبْيَضَ. والعَبَقُ: اللُّزُوم، أي: بعد أن عَبِقْنَ به؛ أي: لَزِمْنَهُ.
وقال الجوهريُّ، أيضًا: ومنه قولُ هِنْد:
نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقِ
نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقِ
وليس هو لِهِنْد، وإنّما هو للزَّرْقاءِ الإيادِيَّةِ، قالَتْه حينَ حَارَبَ كَسْرَى إيادًا، وتَمَثَّلَتْ به هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بنِ رَبيعةَ، يَوْمَ أُحُدٍ، وهي تُحَرِّضُ المُشرِكين على رَسُولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، ومَنْ تَمَثَّلَ بشِعْرٍ لا يُنْسَبُ إلَيْهِ.
وقال أيضًا: قال الرَّاجِزُ:
جاءَتْ مَعًا واطَّرَقَتْ شَتِيتَا
وهي تُثِيرُ السَّاطِعَ السِّخْتِيتَا
وتَرَكَتْ رَاعِيَهَا مَسْبُوتَا
وهو إنشادٌ غَيْرُ سَدِيدٍ، وهو من أَراجِيزِ الأصمعيِّ، والرِّوايةُ:
جَاءَتْ مَعًا واطَّرَقَتْ شَتِيتَا
وتَرَكَتْ رَاعِيَها مَسْبُوتَا
قَدْ كادَ لَمَّا نَامَ أَنْ يَمُوتَا
وهي تُثِيرُ ساطِعًا سِخْتِيتَا
على التَّنْكِيرِ.
وقالَ أيْضًا: قال:
شَكَوْتُ ذَهَابَ طَارِقَتي إليها ... وطَارِقَتي بأَكْنَافِ الدُّرُوبِ