حَديثُ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: المُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ القِيَامَةِ.
قال ابنُ الأعرابيِّ: مَعْناه: أَكْثَرُ النَّاسِ أَعْمَالًا.
وقال غيرُه: هو مِن طُولِ العُنُقِ، لأنَّ النَّاسَ يَوْمئِذٍ في الكَرْبِ، وهُمْ في الرَّوْحِ والنَّشَاطِ مُشْرَئِبُّونَ لأنْ يُؤْذَنَ لهم في دُخُولِ الجَنَّةِ.
وفي حَديثٍ آخَرَ: يَخْرُجُ عُنُقٌ من النَّارِ؛ أي: قِطْعَةٌ.
وكان ذلك على عُنُقِ الدَّهْرِ؛ أي: على قَدِيمِ الدَّهْرِ.
وذو العُنُقِ: فَرَسُ المِقْدادِ بنِ الأَسْوَدِ، رَضِيَ اللهُ عنه.
وأَعْنَاقُ الرِّيحِ: ما سَطَعَ من عَجَاجِها.
والأَعْنَقُ: فَحْلٌ من خَيْلِ العَرَبِ مَعْرُوفٌ، إليه تُنْسَبُ: بَنَاتُ أَعْنَقَ، من الخَيْلِ.
والأَعْنَقُ، أيضًا: الكَلْبُ الذي في عُنُقِه بَيَاضٌ.
وقد سَمَّوْا: أَعْنَقَ.
وأمّا قَوْلُ ابْنِ أَحْمَرَ:
تَظَلُّ بَنَاتُ أَعْنَقَ مُسْرَجَاتٍ ... لِبَهْجَتِه يَرُحْنَ ويَغْتَدِينَا
ويُرْوَى: لِرُؤيتِه.
فقد اخْتَلَفُوا فيه؛ فقِيلَ: هو اسْمُ فُرَسٍ؛ وقيل: هو دِهْقَانٌ كَثِيرُ المالِ من الدَّهَاقِينِ؛ وقال الأصمعيُّ: هُنَّ نِسَاءٌ كُنَّ في الدَّهْرِ الأَوَّلِ يُوصَفْنَ بالحُسْنِ، أَسْرَجْنَ دَوابَّهُنَّ لِيَنْظُرْنَ إلى هذه الدُّرَّةِ من حُسْنِها.
وقال أبو العَبّاسِ: بَنَاتُ أَعْنَقَ: نِسْوَةٌ كُنَّ بالأَهْوَازِ، وقد ذَكَرَهُنَّ جَرِيرٌ للفَرَزْدَقِ يَهْجُو:
وفي مَاخُورِ أَعْنَقَ بِتَّ تَزْنِي ... وتَمْهَرُ ما كَدَحْتَ مِن السُّؤَالِ
فمَن جَعَلَ " أَعْنَقَ " رَجُلًا، رَواه: مُسْرِجَاتٍ، بكسرِ الرّاءِ؛ ومَن جَعَلَه فَرَسًا، رواه بفَتْحِها.
والعَنِيقُ: من سَيْرِ الدَّوَابِّ.
وفَرَسٌ عَنِيقٌ، أيْضًا.
وقال ابنُ شُمَيْلٍ: مَعانِيقُ الرِّمَالِ: حِبَالٌ صِغَارٌ بين أَيْدِي الرَّمْلِ؛ الواحدةُ: مِعْنَقَةٌ.