والعَرَبُ تقولُ: فُلانٌ حَسَكَةٌ مَسَكَةٌ؛ أي: شُجَاعٌ؛ كأَنَّهُ حَسَكٌ في حَلْقِ عَدُوِّه.
وقَدِمَ خَيْفَانُ بنُ عَرَانَةَ عَلَى عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللهُ عنه، فقالَ: كَيْفَ تَرَكْتَ أَفَارِيقَ العَرَبِ في ذِي اليَمَنِ؟ فقالَ: أمَّا هذا الحَيُّ مِن بَلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ فحَسَكٌ أَمْرَاسٌ، ومَسَكٌ أَحْمَاسٌ، تَتَلَظَّى المَنِيَّةُ في رِمَاحِهم.
وقيل: المُسَكُ، جَمْعُ " مُسَكَة "، وهو الذي إذا أَمْسَكَ بشَيْءٍ لم يُقْدَرْ على تَخْلِيصِه منه؛ ونَظِيرُه: رَجُلٌ أُمَنَةٌ، وهو الذي يَثِقُ بكُلِّ أَحَدٍ.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ: ما فِيه مِسَاكٌ مِن خَيْرٍ، إذا لم يَكُنْ فيه خَيْرٌ يُرْجَى.
وقال اللَّيْثُ: فيه مِسَاكٌ، بالكسرِ؛ أي: بُخْلٌ، لغةٌ في " المَسَاكِ "، بالفتحِ.
وقال أبو عُبَيْدَةَ: إذا كان الفَرَسُ مُحَجَّلَ اليَدِ والرِّجْلِ، مِنَ الشِّقِّ الأَيْمَنِ، قالُوا: هو مُمْسَكُ الأَيَامِنِ مُطْلَقُ الأَيَاسِرِ، وهم يَكْرَهُونَه، فإذا كانَ ذلك من الشِّقِّ الأَيْسَرِ، قالُوا: هو مُمْسَكُ الأَيَاسِرِ مُطْلَقُ الأَيَامِنِ، وهم يَسْتَحِبُّونَ ذلك.
قال: وكُلُّ قائِمةٍ بها بَيَاضٌ، فهي مُمْسَكَةٌ؛ والمُطْلَقُ: كُلُّ قائِمةٍ ليسَ بها وَضَحٌ.
قال: وقَوْمٌ يَجْعَلُونَ البَيَاضَ إطْلاقًا، والذي لا بَيَاضَ فيه إمْسَاكًا؛ وأنشدَ:
وجَانِبٌ أُطْلِقَ بالبَيَاضِ
وجَانِبٌ أُمْسِكَ لا بَيَاضِ
وفيه من الاخْتِلافِ على القَلْبِ كما وَصَفْتُ في " الإمْسَاكِ ".
وتَمَسَّكَ فُلانٌ بالمِسْكِ، كما يُقالُ: تَطَيَّبَ بالطِّيبِ.
ومَسَّكْتُه تَمْسِيكًا؛ أي: طَيَّبْتُه بالمِسْكِ.
وقال أبو زَيْدٍ: المَسِيكُ، من الأَسَاقِي: التي تَحْبِسُ الماءَ فلا تَنْضَحُ.