للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد سَمَّتِ العَرَبُ: مَالِكًا؛ ومُلَيْكًا، مُصَغَّرًا؛ ومَلَكَانَ، بالتحْريكِ؛ ومِلْكَانَ، بالكسرِ.

وقال ابنُ حَبِيبَ: في قُضَاعةَ: مَلَكَانُ بنُ جَرْمِ بنِ رَبَّانَ بنِ حُلْوانَ؛ وفي السَّكُونِ: مَلَكَانُ بنُ عَبَّادِ بنِ عِيَاضٍ؛ هذانِ مُحَرَّكَانِ؛ وكُلُّ شَيْءٍ بَعْدُ في العَرَبِ فهُوَ: مِلْكَانُ، مَكْسُورَ المِيمِ سَاكِنَ اللامِ.

وفي حَديثِ أَنَسِ بنِ مالكٍ، رضي الله عنه: البَصْرَةُ إحْدَى المُؤْتَفِكَاتِ فانْزِلْ في ضَوَاحِيها وإيَّاكَ والمَمْلَكَةَ.

قال شَمِرٌ: أرادَ بالمَمْلَكَةِ: وَسَطَها.

وقالتِ الدُّبَيْرِيَّةُ: يُقال للعَجِينِ: مَلَّكْتُه تَمْلِيكًا، مثل: مَلَكْتُه مَلْكًا، وأَمْلَكْتُه إمْلاكًا.

وقال الجوهريُّ: أنشدَ أبو عُبَيْدَةَ لِرَجُلٍ مِن عبدِ القَيْسِ جاهِلِيٍّ يَمْدَحُ بَعْضَ المُلُوكِ:

فَلَسْتُ لإِنْسِيٍّ ولكنْ لِمَلْأَكٍ ... تَنَزَّلَ مِن جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ

والرِّوايةُ: " وَلَسْتُ "، بالواوِ، مَعْطُوفًا على ما قَبلَه؛ وهو:

وأَنْتَ امْرُؤٌ أَفْضَتْ إلَيْكَ أَمَانَتِى ... ومِنْ قَبْلُ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رُبُوبُ

والبَيْتُ لِعَلْقَمةَ بنِ عَبْدَةَ بنِ ناشِرَةَ، وقِيلَ: لِلنُّعْمانِ بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدِ بنِ رَبِيعَةَ؛ ويُقال له: عَلْقَمَةُ الفَحْلُ، وهو قَيْسِيٌّ لا عَبْقَسِيٌّ، يَمْدَحُ الحارِثَ بنَ جَبَلَةَ بنِ أبي شَمَرٍ الغَسَّانِيَّ.

وقال الجوهريُّ، أيضًا: قالَ أُمَيَّةُ بنُ أبي الصَّلْتِ:

فكَأَّنَ بِرْقِعَ والمَلائِكُ حَوْلَهُ ... سَدِرٌ تَوَاكَلَهُ القَوائِمُ أَجْرَبُ

هكذا وَقَعَ في النُّسَخِ " أَجْرَبُ "، بالباء، وفي بعضِها " أَجْدَبُ "، بالجيمِ والدالِ والباءِ، وهو تَصْحِيفٌ، والقافيةُ دَالِيَّةٌ، والصَّوابُ: " أَجْرَدُ "، وقَبلَه:

زَفَرَ البُنَاةُ إلى البُنَاةِ فرَفَّعُوا ... قَوْرَاءَ ذَاهِبَةً فكَادَتْ تَنْهَدُ

والأَجْرَدُ: الأَمْلَسُ. وتَوَاكَلَه؛ أي: لا قَوَائِمَ له، قد تَوَاكَلَه النَّاسُ؛ أي: تَرَكُوه. ويُرْوَى:

* فكَأَنَّ رَقْعًا والمَلائِكُ حَوْلَهُ *

والرَّقْعُ، هو بمعْنى: بِرْقِع.

<<  <  ج: ص:  >  >>