القَوْلُ إذا فُسِّرَ فهو أَبْيَنُها؛ لأَنَّ مِنْ كِتَابِ اللهِ دَلِيلًا عَلَيْهِ؛ قالَ اللهُ تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. ومَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ. كِتَابٌ مَرْقُومٌ). وسِجِّيلٌ في مَعْنَى سِجِّينٍ؛ المَعْنَى: أَنَّها حِجَارَةٌ مِمَّا كَتَبَ اللهُ أَنَّهُ يُعَذِّبُهم بِهَا.
قالَ: وهذا أحْسَنُ مَا مَرَّ فيها عِنْدِي.
وضَرْعٌ أَسْجَلُ؛ أي: وَاسِعٌ رِخْوٌ مُضْطَرِبٌ؛ عَنِ ابنِ شُمَيْلٍ.
قال: وهو الذي يَضْرِبُ رِجْلَيْهَا مِنْ خَلْفِها، ولا يَكونُ إلَّا في ضُرُوعِ الشَّاءِ.
وقَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما: (كَطَيِّ السَّجْلِ)، بالفتحِ، مِثال " السَّجْلِ " لِلدَّلْوِ، وفَسَّرَهُ بأَنَّهُ رَجُلٌ؛ وعن عِيسَى: بالكسرِ، مِثال " سِحْرٍ "؛ وقِيلَ: إنَّها لُغَةٌ في الصَّحِيفَةِ.
وقَرَأَ أبو زُرْعَةَ على أبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: بضَمِّ السِّينِ وتَشْديدِ اللامِ، وهي لُغَةٌ أُخْرَى.
وقيل، في قِرَاءةِ العَامَّةِ: (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ): إنَّ السِّجِلَّ: مَلَكٌ؛ وقِيلَ: الرَّجُلُ، بِلُغَةِ الحَبَشِ.
وعن أبي الجَوْزَاءِ: أَنَّ " السِّجِلَّ ": كَاتِبُ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وتَمَامُ الكَلامِ لِلْكِتَابِ.
وذَكَرَه بَعْضُهم في الصَّحَابَةِ، ولا يَصِحُّ.
وإسْجَالُ القَاضِي، مثل " تَسْجِيلِه ".
وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أَسْجَلَ فُلانٌ، إذا كَثُرَ عَطَاؤُه وخَيْرُه؛ وهو مُسْجِلٌ.
والسَّجْلُ، بالفتحِ: الضَّرْعُ العَظِيمُ.
وقال ابنُ الأعرابيِّ: سَنْجَلَ، إذا مَلَأَ حَوْضَهُ.
وسِنْجَال، بالكسرِ: قَرْيَةٌ بإِرْمِينِيَةَ؛ قال الشَّمَّاخُ:
أَلَا يا اصْبَحَانِي قَبْلَ غَارَةِ سِنْجَالِ
وقَبْلَ مَنَايَا قَدْ حَضَرْنَ وآجَالِ
ويُرْوَى: " أَلَا يا اسْقِيانِي ".
وقال اللَّيْثُ: السَّجَنْجَلُ: الزَّعْفَرَانُ؛ قال امْرُؤُ القَيْسِ:
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُها مَصْقُولَةٌ بِالسَّجَنْجَلِ