للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الشَّافِعِيُّ، رحمه الله: العَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ يَلِي طَعَامَ القَوْمِ وخِدْمَتَهم: هُوَ أُمُّهُمْ؛ وأنشدَ لِلشَّنْفَرَى:

وأُمِّ عِيَالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ ... إذَا أَحْتَرَتْهُمْ أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ

تَخَافُ عَلَيْنَا الجُوعَ إِنْ هِيَ أَكْثَرَتْ ... ونَحْنُ جِيَاعٌ أَيَّ آلٍ تَأَلَّتِ

أُمُّ عِيَالٍ، هاهُنَا: تَأَبَّطَ شَرًّا؛ لأنَّهُ كاَن وَلِيَ زَادَهُم، وكانَ يُطْعِمُهم ما يَقُوتُهم، ويُمْسِكُ أَرْمَاقَهم. ويُرْوَى: " إذا أَطْعَمَتْهُمْ أَوْتَحَتْ ". ويُرْوَى: " أَحْتَرَتْ ". ويُرْوَى: " أَيَّ أَوْلٍ "؛ والأَوْلُ: السِّيَاسَةُ؛ والآلُ: الحَالُ.

والإِمَّةُ، بالكسرِ: الهَيْئَةُ في الإِمَامَةِ، والحَالَةُ؛ يُقالُ: فُلانٌ حَسَنُ الإِمَّةِ؛ أي: حَسَنُ الهَيْئَةِ، إذا أَمَّ النَّاسَ في الصَّلاةِ.

وقال اللَّيْثُ: الإِمَّةُ: الائْتِمَامُ بِالإِمَامِ؛ يُقالُ: فُلانٌ أَحَقُّ بِإِمَّةِ هذا المَسْجِدِ مِنْ فُلانٍ؛ أي: بِالإِمَامَةِ.

وإِمَامُ الغُلامِ في المَكْتَبِ: ما يَتَعَلَّمُهُ كُلَّ يَوْمٍ.

وقَوْلُه تعالى (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)؛ أي: بِكِتَابِهم الذي أُحْصِيَ فِيه عَمَلُهم؛ وقِيلَ: بِدِينِهم وشَرْعِهم؛ وقِيلَ: بِنَبِيِّهم.

* * *

اللَّيْثُ: أَمْ، تكونُ بِمَعْنَى أَلِفِ الاسْتِفْهامِ، كقَوْلِكَ: أَمْ عِنْدَكَ غِدَاءٌ حَاضِرٌ؟ وأَنْتَ تُرِيدُ: أَعِنْدَكَ غِدَاءٌ حَاضِرٌ؟ وهي لُغَةٌ حَسَنَةٌ مِنْ لُغَاتِ العَرَبِ.

قال الأزهريُّ: هذا إذا سَبَقَه كَلامٌ.

وقال اللَّيْثُ، أيضًا: وتكونُ " أَمْ " مُبْتَدَأَةً لِلْكَلامِ في الخَبَرِ، وهي لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ، يَقُولُ قَائِلُهم: أَمْ نَحْنُ خِيَارُ النَّاسِ، أَمْ نُطْعِمُ الطَّعَامَ، أم نَضْرِبُ الهَامَ؛ وهو يُخْبِرُ.

* ح - يُقالُ: فُلانَةُ تَؤُمُّ فُلانًا، مِنَ " الأُمِّ ".

واسْتَأَمَّ أُمًّا: اتَّخَذَها.

وهُمَا أُمَّاكَ؛ أي: أَبَوَاكَ؛ وقِيلَ: أُمُّكَ وخَالَتُكَ.

ورَجُلٌ أُمَّانٌ؛ أي: أُمِّيٌّ.

ورَجُلٌ أَمِيمٌ: حَسَنُ القَامَةِ.

والأُمَيْمَةُ: المِطْرَقَةُ، مِطْرَقَةُ الحَدَّادِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>