للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنشد لأبي وجْزة:

وأرى كريمكَ لا كريمةَ دُونَهُ

وأرَى بلادَكَ مَنْقَعًا لجوادِي

وفي الموضوعات من الأحادِيث: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه"، ويروى: "كريمة قوم".

وقال صخر بن عمرٍو أخو الخنساء:

أبى الشتَم أنّي قد أصابُوا كَريمتي

وأن لَيْس إهداءُ الخنَى من شِمَالِيَا

يعني بقوله: كريمتِي أخاه معاوية بن عمرٍو.

وقيل في قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لا تسمُّوا العِنب الْكَرْم، فإنّما الكرْمُ الرّجُل المسلِم".

ويُروَى: "قلب المسلِم"؛ أراد أن يقرّر ويشدّد ما فِي قوله عز وجل: {إنَّ أَكرمَكُمْ عِندَ اللهِ أتْقَاكُمْ} بِطريقةٍ أنِيقةٍ ومسلكٍ لطِيفٍ ورَمْزٍ خَلُوبٍ، فبصّر ان هذا النوع من غيرِ الأناسيّ المسمَّى بالاسم المشتقِّ من الكرَم أحِقّاءُ بألّا تؤهِّلوه لهذِه التَّسميةِ، ولا تُطلِقوها عليه، ولا تُسْلمُوها له غَيْرَةً للمسلِم التّقِي ورَبْأً به أن يشارك فِيما سماه الله له، واختَصَّه بأن جعله صفَتَه، فضلا أن تسمُّوا بالكرِيم مَنْ ليس بِمسلمٍ، وتَعْتَرِفُوا له بذلِك، وليس الغرضُ حقِيقةَ النهي عن تسمِيةِ العِنب

كَرْمًا، ولكِنّ الرمز إلى هذا المعنى، كأنه إن تَأَتّى لكم ألّا تُسمّوه مثلا باسم الكرْمِ ولكن بالجفنة والحُبْلةِ فافعلوا. وقوله: فإنما الكرْم أي فإنها المستحِقّ للاسم المشتقّ مِن الكرمِ المسلِمُ، ونظِيره في الأسلوبِ قوله عز وعلا: {صِبْغَةَ الله ومَنْ أحسنُ مِن الله صِبْغةً}.

وقال اللِّحْيانِيّ: أفعل ذلِك.

وكُرْمَى لك بالضم، وكُرْمًا لك وكُرْمةَ عينٍ كما يقال: نِعْمةَ عينٍ.

قال أبو خِراشٍ:

وأيقنتُ أن الجُود مِنك سجيةٌ

وما عِشتُ عيشًا مِثل عيشِك بالكُرْمِ

أراد بالكُرْم الكَرَم.

وقد سَمَّوْا كَرَمًا بالتحرِيك، وكِرامًا بالكسرِ، وكريما وكريمةً، وكُرَيمًا مصغّرا، ومُكرَمًا ومُكَرَّمًا بفتح الراء مخففة ومشدّدة.

وأبو عبدِ اللهِ محمد بن كَرَّام، بالفتح والتشديد: صاحب المقالة الكرَّامِية، وهو الّذي نصّ على أن معبوده على العرشِ استِقرار، وأطلَق اسمَ الجوهرِ عليه، تعالى الله عن ذلك.

والتَّكرِمة بمعنى التَّكْرِيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>