للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويخْدِي عَلَى صُمٍّ صِلابٍ مَلَاطِسٍ

شَدِيدَاتِ عَقْدٍ لَيِّناتِ مَثَانِ

هذه رواية الأصمعيّ، ويُرْوَى: "يَرْدِي" و "يَخْطُو"، ويروى: "مِتَان" بكسر الميم وبالتاء، أي شداد، والملاطس: الّتي تكسرُ الحجارَةَ.

وقال الأزهريّ: يجوز أنْ يكونَ واللهُ أَعْلَم سُمِّيتْ فَاتِحَةَ الكِتَابِ مَثَانِيَ: لأنّها مما أثنِيَ بها على الله عَزَّ وجَلّ.

وقال أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن الثَّمانِيَ ستٌّ وعِشْرُون سُورَةً، وهي: سورة الحَجّ والقَصَص والنّمل والعَنْكَبُوت والنُّور والأنْفَال وَمرْيَم والرُّوم وياسِين والفُرْقانَ والحِجْر والرَّعْدُ وسَبَأ والْمَلَائِكَةُ وإبراهيمُ وصَ ومُحمّد ولُقْمَان والغُرَفُ والمُؤْمِن والزُّخْرُف والسَّجْدَة والأحْقَافُ والْجَاثِيَةُ والدّخَانُ والأحزاب.

وقال أبو الهيثم: المَثَانِيَ من سُوَر القرآن كلُّ سورةٍ دونَ الطُّوَلِ ودُونَ المِئين وفَوْق المُفَصَّل.

وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه:

"من أشْرَاط الساعة أَنْ تُوضَع الأخيار وتُرْفَعُ الأشرارُ، وأن تُقْرَأ المثناة على رءُوس النّاس لا تُغَيّر، قيل: وما المُثنّا؟ ، قالَ: ما اسْتُكْتِبَ من غير كتابِ الله. قيل: هو كتَابٌ وضعه أَحْبارُ بني إسرائيل بعد موسى صلوات الله عليه على ما أرادوا من غير كتاب الله الّذي أُنْزِل علَيْهم، أحَلُّوا فيه ما شَاءُوا وحرَّموا مَا شَاءُوا على خلافِ الكتابِ. وقد وَقَعَتْ إلى ابن عمرٍو كتُب يوم اليَرْمُوك، فقال ذلك لمعرفته بما فيها.

والثُّنَيّا من الجَزُور: الرأس والقوائم، سُمِّيَتْ ثُنيَّا لأنّ البائع في الجاهِلية كان يَسْتَثْنِيهَا إذَا باع الجَزُور، قال:

جَمَالِيَّة الثُّنْيَا مُسَانَدة الْقَرَا

عُذافِرةٌ تَخْتَبُّ ثم تُنيبُ

ويُرْوَى: "مُذَكِّرة الثُّنْيَا" يصِفُ النَّاقَةَ أَنَّها غَلِيظَةُ الْقَوَائِم كأنّها قَوائِمُ الجمَل لِغَلَظِهَا.

ووقع في كتابِ ابن فارس الثُّنْيَا من الجَزُور: الرَّأْسُ والصُّلْبُ، والصَّوَابُ ما ذَكَرْتُ.

وقال الأصمعيّ والكسائِيّ في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ثِنْيَ في الصَّدَقَة": لَسْنَا ننْكِر أنّ الثَّنْيَ إعَادةُ الشيء مرّةً بعد مرَّة، ولكِنَّه ليس وجهُ الكلام ولا مَعْنَى الحديثِ، ومَعْنَاهُ أن يتصدَّق الرّجلُ على آخَر بصَدَقَةٍ، ثم يَبْدُو له، فيريد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>