للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويُقَال: أَصَبْنا مُلْحَةً وتَمْلِيحًا مِن الرَّبِيع؛ أي: شَيْئًا يَسِيرًا منه.

والمَلَّاحُ، بالفتح والتَّشديد: مُتَعَهِّد النَّهَر ليُصْلِحَ فُوَّهَتَه؛ وصَنْعَتُه: المِلاحَةُ، والمَلَّاحِيَّة.

وقِيل: المُلَّاحُ، بالضم والتشدِيد، في قَوْل أبي النَّجم:

ظَلَّت بِنِيرانِ الحَرُورِ تَصْطَلِي ... في حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ

يَخُضْنَ مُلَّاحًا كذاوِي القَرْمَلِ ... فهَبَطَتْ والشَّمْسُ لم تُرَجَّلِ

مِن بُقُول الرِّياض؛ الواحدة: مُلَّاحَةٌ، وهي بَقْلَةٌ ناعمةٌ عريضةُ الأَوْراقِ غَضَّةٌ فيها مُلُوحَةٌ، مَنَابِتُها القِيعَانُ.

قال الدِّينَورِيّ: يُؤْكَل مع اللَّبن يُتَنَقَّلُ بِه.

والمِلْحُ، بالكَسْر: الحُرْمَةُ والذِّمَامُ؛ يقال: بين فُلانٍ وفُلانٍ مِلْحٌ ومِلْحَةٌ، إذا كان بَيْنهما حُرْمَةٌ وحَلِفٌ؛ والأَصْل فيه: المِلْحُ المُطَيَّبُ به الطَّعَامُ، لأنّ أهْلَ الجاهليّة كانُوا يَطْرَحُونَه في النَّارِ مع الكِبْرِيتِ، ويَتحالَفُون عَلَيْه، ويُسَمُّون تِلْكَ النَّارَ: الهُولَةَ، بالضَّم؛ ومُوقِدَها: المُهَوِّلَ؛ قال أَوْسُ بنُ حَجَر:

إذا اسْتَقْبَلَتْه الشَّمْسُ صَدَّ بوَجْهِه ... كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ

والمِلْحُ، أيضًا: الشَّحْمُ.

وقال أبو العبَّاس: اخْتَلف النَّاسُ في قَوْل مِسْكِينٍ الدَّارِميّ:

أَصْبَحَتْ عاذِلَتِي مُعْتَلَّةً ... قَرِمَتْ بَلْ هِيَ وَحْمَى للصَّخَبْ

أَصْبَحَتْ تَبْزُقُ في شَحْم الذُّرَى ... وتَعُدُّ اللَّوْمَ دُرًّا يُنْتَهبْ

لا تَلُمْها إنّها مِنْ نِسْوةٍ ... مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ

فقال الأَصْمعيّ: هذه زِنْجِيَّةٌ؛ ومِلْحُها: شَحْمُها، ها هنا، وسِمَن الزَّنْج في أَفخاذِها.

ويُقَال للرَّجُل الحَدِيد: مِلْحُهُ على رُكْبَتَيْه؛ وكَذلك الرَّجُلُ الَّذي لا وَفَاءَ له، ولا تَثْبُتُ مَحَبَّتُه،

<<  <  ج: ص:  >  >>