عَوْمَ المُعِيدِ إلى الرَّجَا قَذَفَتْ به ... في اللُّجِّ دَاوِيَةُ المَكَانِ جَمُومُ
قال: وأمّا قَوْلُ الأَخْطَل:
يَشُولُ ابْنُ اللَّبُونِ إذا رَآنِي ... ويَخْشَانِي الضَّواضِيَةُ المُعِيدُ
فإنّ أَصْل " المُعِيد ": الجَمَلُ الذي لَيْس بِعَيَاءٍ، وهو الذي لا يَضْرِبُ حتى يُخْلَط له؛ والمُعِيدُ: الذي لا يَحْتاجُ إلى ذلك.
وقال: والمُعِيدُ مِن الرِّجَال: العالِمُ بالأُمُورِ الذي لَيْس بغُمْرٍ؛ وأَنْشَد:
* كما يَتْبَع العَوْدَ المُعِيدَ السَّلائِبُ *
والمُعِيدُ: الأَسَدُ.
والعِيَدَةُ، مثال " عِنَبَةٍ ": جَمْع " العَوْد "، مِن الإبِل، وهو جَمْعٌ نادِرٌ.
وجِرَانُ العَوْد، الشَّاعرُ؛ قيل: اسْمُه المُسْتَوْرِدُ؛ والصَّحِيحُ أنّ اسْمَه: عامِرُ بنُ الحارِث.
وعَيْدَانُ، بالفَتْح، مِن الأَعْلام.
وأبو الطَّيِّب أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْن المُتَنبِّئُ، كان أبُوهُ يُعرف بِـ " عِيدَانِ السَّقَّاء "، بالكَسر.
وقَوْلُ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ النَّهْشليّ:
ولقد عَلِمْتُ سِوَى الَّذي نَبَّأْتِنِي ... أنّ السَّبِيلَ سَبِيلُ ذي الأَعْوَادِ
قال أبو عُبَيْدَةَ: ذو الأَعْوَاد: جَدُّ أَكْثَمَ بنِ صَيْفِيّ، من بَنِي أُسَيِّدِ بنِ عَمْرو بنِ تَمِيم، كان مُعَمَّرًا، وكان مِن أَعَزِّ أَهْل زَمانِه، فاتُّخِذَتْ له قُبَّةٌ على سَرِير، فلم يَكُنْ يَأْتيها خائِفٌ إلّا أَمِنَ، ولا ذلِيلٌ إلّا عَزَّ، ولا جائِعٌ إلّا شَبِعَ؛ فيقول: لو أَغْفَل الموتُ أحَدًا لأَغْفَل ذا الأَعْوادِ، وأنا مَيِّتٌ إذ مَات مِثْلُه.
ويُقال: أراد بِـ " ذي الأَعواد ": المَيِّتَ، لأَنه يُحْمل على سَرِيرٍ؛ أي: إنِّي مَيِّتٌ كما مَاتَ غَيْري، وذلك أنّها قالت له: تَبْقَى وتَعِيشُ؛ فقال هذا؛ أي: إنْ بَقِيتُ فَسبِيلي سَبِيلُ غَيْري.
ويُقال: رَأَيْتُ فُلانًا ما يُبْدِئُ وما يُعِيدُ؛ أي: ما يَتَكَلَّمُ بِبادِئَةٍ ولا عَائِدةٍ؛ قال عَبِيدُ بنُ الأَبْرَصِ، لما اسْتَنْشَده رُدَيْنَةُ قولَه:
* أَقْفَر مِن أَهْلِهِ مَلْحُوبُ *
قال:
أَقْفَر مِن أَهْلِه عَبِيدُ ... فاليَوْمَ لا يُبْدِي ولا يُعِيدُ