ولَبَدْتُ السَّرْجَ، إذا جَعَلْتَ له لِبْدًا، مِثل: أَلْبَدْتُه.
وفي حَدِيث عائِشةَ، رَضي الله عنها: أنّها أَخْرَجَتْ كِساءً للنبيّ، صلى الله عليه وسلم، مُلَبَّدًا.
واللِّبْدَةُ، بِالكَسْر: الخِرْقَةُ التي يُرَقَّعُ بها صَدْرُ القَمِيص، والقَبِيلةُ التي يُرَقَّع بها قَبُّهُ.
وقَرَأ أبو جَعْفرٍ يزيدُ بنُ القَعْقاع المَدَنِيّ: (أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَّدًا)، بضمّ اللَّام وتَشْديد الباء، فكأنّه أَراد: مالًا لابِدًا؛ يُقال: مالٌ لابِدٌ، ومالَانِ لابِدَان، وأَمْوالٌ لُبَّدٌ؛ والأَموالُ والمالُ قد يَكُونان بمَعْنًى واحدٍ.
وقرأ الحسَنُ: (لُبُدًا)، بضَمَّتين، جمع: لابِدٍ.
وقَرَأ مُجاهِدٌ مِثْلَ قِراءَة الحَسَن. و " لُبْدًا "، بسكون الباء، أيضًا، كفَارِهٍ وفُرْهٍ، وشَارِفٍ وشُرْفٍ، وعائطٍ وعُوط، وبازِلٍ وبُزْل.
وقرأ ابنُ عُمَيْرٍ، وعاصِمٌ، وزيدُ بنُ عَليّ: " لِبَدًا "، بكَسر اللام وفَتْح الباء؛ جَمع: لِبْدَةٍ؛ أي: مُجْتَمِع.
وقال اللَّيْثُ: تَقُول صِبيانُ الأَعْراب، إذا رَأَوْا السُّمَانَى: لُبَادَى الْبُدِي لا تُرَيْ؛ فلا تَزَال تَقُول ذلك، وهي لابِدةٌ بالأَرْض؛ أي: لاصِقَةٌ، وهي تُطِيف بها حتى تَأْخُذَها.
ولُبَّدَى، على " فُعَّلَى " بالضَّم والتَّشْديد؛ قال الجَرْمِيُّ: دابَّةٌ؛ وقيل: طائِرٌ.
ولُبَّدَى، أيضًا: قَوْمٌ مُجْتَمِعُون.
واللَّابِدُ، والمُلْبِدُ: الأَسَدُ.
وقال الدِّينَورِيّ: اللِّبْدَة، بالكَسْر؛ والجَمِيعُ: لِبَدٌ، وهي نُسالُ الصِّلِّيَان؛ ونُسالُه، كهَيْئَة السُّنْبُل أَزْغَبُ، يَنْسُلُ إذا يَبِس، ثم يَجْتَمِع بَعْضُه إلى بَعْض، فيَتَداخَسُ، فيَصِيرُ كاللِّبْد قِطَعًا؛ وكُلُّ قِطْعَةٍ منه: لِبْدَةٌ.
قال أبُو زِيَادٍ: وهو تَأْكُلُه الإبِلُ أَكْلًا شَدِيدًا.
وأَلْبَد الشَّيْءَ بالشَّيْء؛ أي: أَلْصَقه به.
وفي حدِيث أبِي بَكْر، رضِي الله عنه: أَنَّه كان يَحْلُب فيَقول: أَأُلْبِدُ أم أُرْغِي؟ فإن قالُوا: أَلْبِدْ، أَلْزق العُلْبَةَ بالضَّرْع فحَلَبَ، ولا يكُون لذلك الحَلَب رِغْوةٌ، فَإنْ أَبان العُلْبَةَ رَغَّى الشُّخْبُ، لشِدّة وُقُوعة في العُلْبَة.