والجَرُّ: أَنْ تَرْعَى الإِبِلُ وتَسِيرَ، أو تَرْكَبَ ناقةً وتَتْرُكَهَا تَرْعَى؛ وهو الانْجِرارُ، أيضًا؛ أَنْشد ابنُ الأَعْرَابيّ لِوَرْدٍ العَنْبَريّ:
إنِّي عَلى أَوْبِيَ وانْجِرَارِي ... وأَخْذِيَ المَجْهُولَ في الصَّحَارِي
* أَؤُمُّ بالمَنْزلِ والدَّرَارِي *
أَرَاد بـ " المنزل ": الثُّرَيَّا.
والجَرُّ: الزَّبِيلُ.
وفُلانٌ يَجُرّ الإبِلَ جَرًّا؛ أي: يَسُوقُها سَوْقًا رُوَيْدًا؛ قال عُمَرُ بنُ الأَشْعَثِ بنِ لجَأٍ التَّيْمِيُّ:
فَوَرَدَتْ قَبْلَ إِنَى ضَحَائِهَا ... تَجُرُّ بالأَهْوَنِ من إِدْنَائِهَا
* جَرَّ العَجُوزِ الثِّنْيَ من خِفَائِهَا *
وسَمِعَ جَريرٌ الأُرْجُوزةَ التي مِنها هَذه المَشاطِيرُ، فقال: بِئْسَ ما قال، حينَ وَصَفَ النَّاقَة الكَريمةَ بالعَجُوز وثِنْيِ الخِفَاء! أفَلا قال:
* جَرَّ الفَتَاةِ كَنَفَيْ رِدَائهَا *؟
و" العَرُوسِ "، أيضًا؛ فقيل ذلك لِعُمَرَ؛ فقال: أَرَدْتُ ضَعْفَ العَجُوز.
والجَرَّةُ: خُبْزُ المَلَّةِ تُجَرُّ مِن النّار.
وجُرَّ الفَصِيلُ جَرًّا، فهو مَجْرُورٌ؛ أي: شُقَّ لِسَانُه لِئَلَّا يَرْتَضِعَ، لُغة في " أُجِرَّ "؛ وأَنْشد اللَّيْثُ:
* وإنِّي غَيْرَ مَجْرُورِ اللِّسَانِ *
وقال ابنُ دُرَيْدٍ: وتَجِرَّةٌ، من: اجْترارك الشَّيءَ لِنَفْسكَ.
وفَعل ذلك مِن جَرِيرتكَ؛ أي: مِن جَرَّاكَ، ومن أَجْلك.
والجِرَارَةُ، بالكَسْر: حِرْفَةُ الجَرَّار.
وفَحْلٌ جُرَاجِرٌ، بالضَّم؛ أي: صَخَّابٌ.
والجَرْجَرَةُ، والتَّجَرْجُرُ: صَبُّ الماء في الحَلْق وعليه فُسِّر قولُه، صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الذي يَشْرب في إناء الفِضَّة فإنّما يُجَرْجِرُ في بَطْنِه نارَ جَهَنَّم "، من رَوَى بنَصْب الراء.
وقيل: مَعْناه: يَحْدُر فيه نارَ جَهَنَّم.
وقال الزَّجَّاجُ: يُجَرْجِرُ في جَوْفه؛ أي يُرَدِّدُه.
وفي الحَديث: لا تُجارَّ أَخاكَ ولا تُشارَّه.
من رَواهما مُشَدّدَتين، فمعناهما: أنْ يَجْنِيَ كُلُّ واحدٍ منهما على صاحبه.
وقيل: المُجارَّةُ: المُماطَلَةُ، وأن يَلْوِيَ بحَقِّه ويُجِرَّه مِن وَقْتٍ إلى وَقْتٍ؛ والمُشَارَّةُ، من الشَّرِّ.