قال ابنُ جِنّي، في " حِيرِي دَهْرٍ "، بالسُّكون: عِندي شيء لم يَذْكُرْه أَحَدٌ، وهو أنّ أَصْلَه: حِيرِيَّ دَهْرٍ، ومَعْناهُ: مُدَّةَ الدَّهْرِ، فكأنَّه مُدَّةُ تَحيُّر الدَّهْرِ وبَقَائه، فلمّا حُذِفتْ إحْدَى الياءَيْن بَقِيتْ الياءُ ساكِنَةً كما كانَت، يَعني: حُذِفَتْ المُدْغَمُ فيها وأُبْقِيتْ المُدْغَمة.
ومن قاله بتَخْفيف " الياء " فكأَنَّه حَذَف الأُولَى وأَبْقَى الآخِرَةَ.
فعُذْرُ الأَوّل تَطَرُّفُ ما حُذِف، وعُذْرُ الثّاني سُكُونُه.
وقال بَعضُ أَهل اللُّغَةِ: إنَّ اشْتقَاقه من قَوْلهم: حِيرُوا بهذا المَوْضِع؛ أي: أَقِيمُوا؛ ويُحكَى عن تُبَّعٍ الأَكْبَرِ، الذي يُقال له: ذو المَنَار: أنَّه لمَّا رَأَى أنْ يَأْتِيَ خُرَاسَانَ خَلَّفَ ضَعَفَةَ جُنْدِه بالمَوْضِع الَّذي كان به، وقال لهم: حِيرُوا بِذَا؛ أي: بهَذا المَكَان؛ فسُمِّي: الحِيرَةَ؛ وكان يُجْرِي عليهم، فسُمُّوا: العِبَادَ. ويُقال، أيضًا: حَيْرِيُّ الدَّهْرِ، بالفَتْح؛ وحارِيُّ الدَّهْر؛ فصار فيه خَمْسُ لُغَات.
والحيرِيُّ: الدَّهْرُ كُلُّه.
والحِيرَةُ، بالكَسْر: مَحَلَّةٌ بنَيْسَابُورَ، يُنْسَبُ إليها جماعةٌ مِن أَهْل العِلْم.
والحِيرَتَانِ: الحِيرَةُ والكُوفَةُ؛ وأَنْشَد الأَحْمَرُ:
نحن سَبَيْنَا أُمَّكُمْ مُقْرِبًا ... يَومَ صَبَحْنَا الحِيرَتَيْنِ المَنُونْ
والحارَةُ: كُلُّ مَحَلَّةٍ دَنَتْ مَنَازِلُهم، فهم أَهْلُ حَارَةٍ.
ويُقال: فلانٌ مِن حارَةِ كذا، ومِن حانَة كذا؛ أي: مَحَلَّةِ كذا.
والطرِيقُ المُسْتَحِيرُ: الذي يَأْخُذُ مِن عُرْض مَفَازَةٍ، ولا يُدْرَى أَين مَنْفَذُه؛ قال:
ضَاحِي الأَخادِيد ومُسْتَحِيرِهِ ... في لَاحِبٍ يَرْكَبْنَ ضِيفَيْ نِيرِهِ
* ح - اسْتَحار البَعِيرُ: طَلَع.
وثَرِيدَةٌ مُسْتَحِيرَةٌ: وَدِكَةٌ.
وأَصْبَحت الأَرْضُ حَيْرةً؛ أي: مُخْضَرَّةً مُبْقِلَةً.
والحَيْرُ: قَصْرٌ كان بِسُرَّ مَنْ رَأَى.
والحِيرَانُ: ماءٌ بِسَلَمْيَةَ.
وحَيِّرةُ: بلدٌ بجَبَلِ نِطَاع.