للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشَرَافِ في قَوْلِ المُثَقَّبِ العَبْديّ:

مَرَرْنَ على شَرَافِ فذاتِ رَجْلٍ ... ونَكَّبْنَ الذّارنحَ باليَمِينِ

مَوْضعٌ.

قال الأصمعيّ: هُوَ شَرافِ مثلُ قَطامِ. وأَجْراهُ غَيْرُه مُجْرَى ما لا يَنْصَرِفُ من الأَسماءِ فرَواه شَرافَ بفَتْحِ الفاءِ، وروى الأصمعيُّ وأبو عُبَيْدَةَ: فذَاتِ رَجْلٍ، بالفَتْحِ، وكَسَرَ الرّاءَ غَيْرُها، والذَّرانحُ: مَوْضعٌ بين كاظِمَةَ والبَحْرَيْنِ. ويُقالُ فيه شِرافُ، بالكسر غير مُجْرًى، ثَلاثُ لُغاتٍ.

وقولُ بِشْرِ بن المُعْتَمِرِ:

وطائرٌ أَشْرَفُ ذُو جُرْدَةٍ ... وطائرٌ لَيْسَ لَهُ وَكْرُ

الأَشْرَفُ من الطَّيْرِ: الخُفّاشُ؛ لأنّ لِأُذُنِه حَجْمًا ظاهِرًا، وهو مُتَجَرِّدٌ من الزِّفِّ والرِّيشِ، وهُوَ يَلِدُ ولا يَبِيضُ. والطَّيْرُ الّذي لَيْسَ لَهُ وَكْرٌ طَيْرٌ يُخْبِرُ عنه البَحْرِيُّون أنّه لا يَسْقُطُ إلّا رَيْثَمَا يَجْعَلُ لِبَيْضِهِ أُفْحُوصًا من تُرابٍ ويُغَطِّي عَلَيْه، ثُمَّ يَطِيرُ في الهَواءِ وبَيْضُه يَنْفَقِسُ مِن نَفْسِهِ عِندَ انْتِهاءِ مُدَّتِه، فإذا أَطاقَ فَرْخُه الطَّيَرانَ كانَ كأَبَوَيْهِ في عادَتِهما.

وأَشْرافُ الإنْسانِ: أُذُناهُ وأَنْفُهُ. قال عَدِيّ:

كقَصِيرٍ إذْ لَمْ يَجِدْ غَيْرَ أَنْ جَدَّ ... عَ أَشْرافَهُ لشُكْرٍ قَصِيرُ

وناقَةٌ شُرافِيَّةٌ، بالضم: صَخْمةُ الأُذُنَين جَسِيمَة.

ويُقال: إنّي أَعُدُّ إتْيانَكُمْ شُرْفَةً، وأَرَى ذلِكَ شُرْفةً، أي فَضْلًا وشَرَفًا أَتَشَرَّفُ به.

والشُّرافِيُّ: لَوْنٌ من الثِّيابِ أَبْيَضُ.

وقال ابنُ عَبّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عنهما: " أُمِرْنَا أَنْ نَبْنِيَ المَساجِدَ جُمًّا والمَدائِنَ شُرْفًا ". الجُمُّ: التي لا شُرَفَ لها. والشُّرْفُ: التي لها شُرَفٌ.

وقال اللَّيْثُ: الإشْرافُ: الشَّفَقَة، وأنشد:

ومِنْ مُضَرَ الحَمْراءِ إشْرافُ أَنْفُسٍ ... عَلَيْنا وحَيَّاها إلَيْنا تَمَضَّرا

<<  <  ج: ص:  >  >>