للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثلاثة عند أحمد، وهي مرفوعة، ولها شاهد عند مسلم من حديث عتبة بن غزوان، لكنه موقوف، انتهى من "الفتح".

وتعقب العلَّامة العيني (١) على قول الحافظ: لعله أراد بالصفة العدد أو التسمية فقال: هذا تخمين؛ لأنه لا وجه لما ذكره، أما ذكر الصفة وإرادة العدد ففيه ما فيه، والذي يظهر لي أن ذكر الصفة إشارة إلى قوله: الريان؛ لأنه صفة للباب، انتهى مختصرًا.

وبسط الكلام على هامش "اللامع" (٢) على الروايات الواردة في عدد أبواب الجنة وأسمائها، وفيه: قال ابن رسلان في "شرح أبي داود": قال ابن القيم: أبواب الجنة لا تنحصر في الثمانية، بل هي أكثر كما دلَّت عليه الأحاديث، انتهى.

وفيه أيضًا: وبسط الكلام على ذلك في "الأوجز" (٣) بما لا مزيد عليه، وفيه برواية ابن جرير وغيره عن ابن عمر مرفوعًا: "إن في الجنة قصرًا يقال له: عدن، له خمسة آلاف باب"، وفي رواية: قرأ عمر على المنبر: {جَنَّاتُ عَدْنٍ}، فقال: أيها الناس هل تدرون ما جنات عدن؟ قصر في الجنة له عشرة آلاف باب، وعن ابن عباس: "أخص أهل الجنة منزلًا يوم القيامة، له قصر من درة جوفاء، فيها سبعة آلاف غرفة لكل غرفة سبعون ألف باب"، وغير ذلك من الروايات، فلا بد للجمع بينهما من حمل هذه الأبواب الكثيرة على أبواب من داخل أبواب الجنة الأصلية، كما تقدم في كلام الحافظ، وبه جزم مشايخي عند الدرس.

وقال ابن العربي في "العارضة" (٤): الذين يدعون من أبواب الجنة الثمانية أربعة: الأول: "من أنفق زوجين في سبيل الله"، وهو متفق عليه، الثاني: من قال هذا الذكر، وهو في "صحيح مسلم": "من توضأ فأحسن


(١) "عمدة القاري" (١٠/ ٦١١).
(٢) "لامع الدراري" (٧/ ٣٥٦ - ٣٥٨).
(٣) "أوجز المسالك" (٩/ ٤٥٣ - ٤٦٣).
(٤) "عارضة الأحوذي" (١/ ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>