للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: ولعل الإمام البخاري أشار بالقصة إلى ما ذكره العلَّامه العيني.

وقال القسطلاني (١): قوله: "فيه" أي: في الباب "ابن عمر وأبو هريرة. . ." إلخ، وكأنه يشير بالحديث الأول إلى الآتي إن شاء الله تعالى في قصة يوسف، وبالثاني إلى الحديث المذكور في الباب اللاحق، كذا قرره في "الفتح" (٢)، ثم قال: وأغرب ابن التِّين فقال: لم يقف البخاري على سنده فأرسله، وهو كلام من لم يفهم مقاصد البخاري، ونحوه قول الكرماني: قوله: "فيه" أي: في الباب حديث من رواية ابن عمر في قصة إسحاق بن إبراهيم - عليهما السلام - فأشار البخاري إليه إجمالًا، ولم يذكره بعينه؛ لأنه لم يكن على شرطه، انتهى. قال: وليس الأمر كذلك لما بيَّنته.

وتعقبه العيني فقال: هذه مناقشة باردة؛ لأن كل من له أدنى فهم يفهم أن ما قاله ابن التِّين والكرماني هو الكلام الواقع في محله، وكلاهما أوجه من كلامه، فلينظر المتأمل الحاذق في حديث ابن عمر الذي في قصة يوسف هل يجد لما ذكره من الإشارة إليه وجهًا قريبًا أو بعيدًا؟ وأجاب الحافظ في "انتقاض الاعتراض": بأنه لما أورد في آخر قصة يوسف حديث ابن عمر: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم" الحديث، وكان معناه أن من جملة قصته أنه من أنبياء الله تعالى، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سوّى بينه وبين من ذكر من آبائه في صفة الكريم، فأشار إلى ذلك في قصة والده للتسوية المذكورة، وأما حديث أبي هريرة الذي في الباب الذي يليه، فإنه يشتمل على ما تضمنه حديث ابن عمر مع بيان سبب الحديث، وغير ذلك من الزيادة فيه. . .، إلى آخر ما قال.


(١) "إرشاد الساري" (٧/ ٣٤٩).
(٢) "فتح الباري" (٦/ ٤١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>