للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضل ثم خديجة ثم عائشة، والخلاف شهير، ولكن الحق أحق أن يتبع، وقال ابن تيمية: جهات الفضل بين خديجة وعائشة متقاربة، وكأنه رأى التوقف، وقال ابن القيم: إن أريد بالتفضيل كثرة الثواب عند الله فذاك أمر لا يطلع عليه، فإن عمل القلوب أفضل من عمل الجوارح، وإن أريد كثرة العلم فعائشة لا محالة، وإن أريد شرف الأصل ففاطمة لا محالة، وهي فضيلة لا يشاركها فيها غير أخواتها، وإن أريد شرف السيادة فقد ثبت النصر لفاطمة وحدها.

قال الحافظ: وقيل: انعقد الإجماع على أفضلية فاطمة، وبقي الخلاف بين عائشة وخديجة، انتهى.

وبسط الحافظ - رحمه الله - الكلام على ذلك في "باب فضل خديجة"، وهكذا بسط الكلام عليه أشد البسط صاحب "تيسير القاري" إلى آخر ما ذكر في هامش "اللامع" (١)، وفي "القول الفصيح": افتتح المؤلف مناقب المهاجرين بالصديق - رضي الله عنه - وختمها بعائشة بنت الصديق، فنعم المدخل ونعم المخرج، انتهى.

التنبيه: قال العيني (٢): قال الكرماني: والمعتنون بهذا الكتاب من الشيوخ رضي الله تعالى عنهم ضبطوه فقالوا: ههنا منتصف الكتاب، أي: كتاب البخاري، و"باب مناقب الأنصار" هو ابتداء النصف الآخر منه، انتهى.

وهكذا ذكر القسطلاني (٣)، وسكت عنه الحافظ، ولم يتعرض لذلك، وأما بحسب النسخ الهندية فمنتصف كتاب البخاري على آخر باب من أبواب المناقب أعني "باب إسلام سلمان الفارسي"، وابتداء النصف الثاني منه من كتاب المغازي.


(١) "عمدة القاري" (١١/ ٤٩٤)، "شرح الكرماني" (١٥/ ٣٢).
(٢) "إرشاد الساري" (٨/ ٢٦٨).
(٣) "لامع الدراري" (٨/ ١٩٢، ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>