للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القمر كما في "تاريخ الخميس" (١): كان في السنة التاسعة من المبعث، وفي "المواهب" (٢): كان قبل الهجرة بنحو خمس سنين.

قوله: (إن أهل مكة. . .) إلخ قال الحافظ (٣): هذا من مراسيل الصحابة؛ لأن أنسًا لم يدرك هذه القصة، وقد جاءت هذه القصة من حديث ابن عباس، وهو أيضًا ممن لم يشاهدها، ومن حديث ابن مسعود وجبير بن مطعم وحذيفة وهؤلاء شاهدوها، ولم أر في شيء من طرقه أن ذلك كان عقب سؤال المشركين إلا في حديث أنس، فلعله سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم وجدت في بعض طرق حديث ابن عباس بيان صورة السؤال، وهو وإن كان لم يدرك القصة لكن في بعض طرقه ما يشعر بأنه حمل الحديث عن ابن مسعود كما سأذكره، فأخرج أبو نعيم في "الدلائل" من وجه ضعيف عن ابن عباس قال: "اجتمع المشركون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل ونظراؤهم؛ فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن كنت صادقًا فشقّ لنا القمر فرقتينّ فسأل ربه فانشق".

قوله: (شقتين) وفي رواية لمسلم: "فأراهم انشقاق القمر مرتين"، وفي رواية: "فرقتين"، أو "فلقتين" بالراء أو اللام، وفي رواية: "فانشق باثنتين"، وفي أخرى "فصار قمرين". ووقع في "نظم السيرة" لشيخنا الحافظ أبي الفضل: "وانشق مرتين" بالإجماع.

قال الحافظ: ولا أعرف من جزم من علماء الحديث بتعدد الانشقاق في زمنه - صلى الله عليه وسلم -، ولم يتعرض لذلك أحد من شرح الصحيحين، وتكلم ابن القيم على هذه الرواية، وقال: وقد خفي على بعض الناس فادعى أن انشقاق القمر وقع مرتين، وهذا غلط، فإنه لم يقع إلا مرة واحدة، وقد قال العماد بن كثير: في الرواية التي فيها "مرتين" نظر، ولعل قائلها أراد


(١) "تاريخ الخميس" (١/ ٢٩٨).
(٢) "المواهب اللدنية" (٢/ ٥٢٣)
(٣) "فتح الباري" (٧/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>