للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: أول يوم منه. وفي رواية جرير بن حازم عن ابن إسحاق: "قدمها لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول". ونحوه عند أبي معشر لكن قال: "ليلة الاثنين". ومثله عن ابن البرقي، وثبت كذلك في أواخر "صحيح مسلم". وفي رواية إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: "قدمها لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول". وعند أبي سعيد في "شرف المصطفى" من طريق أبي بكر بن حزم: "قدم لثلاث عشرة من ربيع الأول". فهذا يجمع بينه وبين الذي قبله بالحمل على الاختلاف في رؤية الهلال.

وعنده من حديث عمر: "ثم نزل على بني عمرو بن عوف يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ربيع الأول"، كذا فيه، ولعله كان فيه "خلتا" ليوافق رواية جرير بن حازم.

وعن ابن شهاب "في نصف ربيع الأول"، وقيل: كان قدومه في سابعه، وجزم ابن حزم بأنه خرج من مكة لثلاث ليال بقين من صفر، وهذا يوافق قول هشام بن الكلبي: "إنه خرج من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول" فإن كان محفوظًا فلعل قدومه قباء كان يوم الاثنين ثامن ربيع الأول، وإذا ضم إلى قول أنس: "إنه أقام بقباء أربع عشرة ليلة" خرج منه أن دخوله المدينة كان لاثنين وعشرين منه، لكن الكلبي جزم بأنه دخلها لاثنتي عشرة خلت منه، فعلى قوله تكون إقامته بقباء أربع ليال فقط، وبه جزم ابن حبان فإنه قال: "أقام بها الثلاثاء والأربعاء والخميس"؛ يعني: وخرج يوم الجمعة، فكأنه لم يعتد بيوم الخروج، ولا الدخول. وعن قوم من بني عمرو بن عوف: أنه أقام فيهم اثنين وعشرين يومًا، حكاه الزبير بن بكار. والأكثر أنه قدم نهارًا، ووقع في رواية مسلم ليلًا، ويجمع بأن القدوم كان آخر الليل فدخل نهارًا. انتهى من "الفتح" (١).

وفي "تاريخ الخميس" (٢): وفي سيرة أبي محمد عبد الملك بن هشام


(١) "فتح الباري" (٧/ ٢٤٤).
(٢) "تاريخ الخميس" (١/ ٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>