للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القسطلاني (١): غزوة أنمار وقد يقال: غزوة بني أنمار وهي قبيلة، ولم يزد القسطلاني في شرح الترجمة على هذا، وقال بعد ذكر حديث الباب: هذا الحديث قد مرَّ في "باب صلاة التطوع على الدواب" وفي "باب ينزل للمكتوبة"، وليس فيه ذكر قصة أنمار فلا معنى لذكره ها هنا على ما لا يخفى، انتهى.

قلت: قد أخرج مالك في "موطئه" حديث جابر هذا: أنه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني أنمار، قال جابر: فبينا أنا نازل تحت شجرة إذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فقلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علم إلى الظل الحديث، وبسطت في شرحه الكلام على مصداق هذه الغزوة في "الأوجز" (٢)، وفيه: وفيما ألفته في "الوقائع والدهور" في السنة الثالثة من الهجرة: قال الطبري: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة السويق أقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم، ثم غزا نجدًا يريد غطفان وهي غزوة ذي أَمِر، فأقام بنجد الصفر كله، ثم رجع ولم يلق كيدًا، وفي "الخميس" (٣): سماها الحاكم غزوة أنمار، وهكذا في "المجمع" (٤)، وقال صاحب "المحلى": غزوة بني أنمار، يعني: أنمار بن يعيض، وهم قبائل في العرب، وتلك الغزوة اشتهرت بذات الرقاع، وكانت قبل الخندق بعد النضير إلى آخر ما قال.

وقال الزرقاني (٥): غزوة بني أنمار بناحية نجد في سنة ثلاث من الهجرة، وهي غزوة غطفان، وتعرف بذي أَمِر، وسببها أن جمعًا من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج إليهم، فلما سمعوا بذلك هربوا في رؤوس الجبال فرقًا ممن نصر بالرعب، فرجع ولم يلق حربًا، وفي "البداية والنهاية" (٦): في السنة الثالثة في أولها


(١) "إرشاد الساري" (٩/ ٢٠٣).
(٢) "أوجز المسالك" (١٦/ ١٥٠).
(٣) "تاريخ الخميس" (١/ ٤١٤).
(٤) "مجمع بحار الأنوار" (٥/ ٢٨٠).
(٥) "شرح الزرقاني" (٤/ ٢٦٧).
(٦) "البداية والنهاية" (٤/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>