للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في "الصحاح" (١): إذا قلت: أين زيد، فإنما تسأل عن مكانه، فتكون "حيث" ها هنا للزمان و"أين" للمكان فلا تكرار.

قوله: (وأشك كان يوم الجمعة أم لا؟) سبق في "الإيمان" من وجه آخر عن قيس بن مسلم الجزم بأنه كان يوم الجمعة، وهذا الحديث قد مر في "كتاب الإيمان"، انتهى من "القسطلاني" (٢).

قال الحافظ (٣): فإن قيل: كيف طابق الجواب السؤال لأنه قال: لاتخذناه عيدًا، وأجاب عمر - رضي الله عنه - بمعرفة الوقت والمكان ولم يقل: جعلناه عيدًا؟ والجواب عن هذا: أنها نزلت في أخريات نهار عرفة ويوم العيد إنما يتحقق بأوله، وقد قال الفقهاء: إن رؤية الهلال بعد الزوال للقابلة، قاله هكذا بعض من تقدم، وعندي أن هذه الرواية اكتفى فيها بالإشارة وإلا فرواية إسحاق عن قبيصة التي قدّمناها قد نصّت على المراد، ولفظه: نزلت يوم جمعة يوم عرفة، وكلاهما بحمد الله لنا عيد، ولفظ الطبري والطبراني: وهما لنا عيدان، وكذا عند الترمذي من حديث ابن عباس: أن يهوديًّا سأله عن ذلك فقال: نزلت في يوم عيدين: يوم جمعة ويوم عرفة، انتهى.

وقال العيني (٤): قال المفسرون: هذه أكبر نعم الله - عز وجل - على هذه الأمة حيث أكمل لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله الله ولا حرام إلا ما حرمه الله، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف، وعن ابن عباس: {أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} هو الإسلام، والمراد باليوم يوم عرفة، وعن السدي: لم ينزل بعدها حلال ولا حرام، انتهى.

قلت: وقد تقدم الحديث في "باب زيادة الإيمان ونقصانه" من كتاب الإيمان، وتقدم هناك شيء من الكلام عليه.


(١) "الصحاح" (٥/ ٢٠٧٦).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ٢٠١).
(٣) "فتح الباري" (١/ ١٠٥).
(٤) "عمدة القاري" (١٢/ ٥٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>