للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {تَتَّقُونَ} ثم ذكر أقوالًا في تعيين بعض تلك الآيات إلى آخر ما ذكر في فضائل تلك السورة.

وقال القسطلاني (١): وعند ابن مردويه عن أنس مرفوعًا: نزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة سد ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح والأرض بهم ترتج ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سبحان الله الملك العظيم"، انتهى.

قوله: (وقال ابن عباس: {فِتْنَتُهُمْ} [الأنعام: ٢٣] معذرتهم) وفي نسخة "الفتح" (٢) قبله: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ} قال الحافظ: وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عنه، وقال معمر عن قتادة: فتنتهم مقالتهم، قال: وسمعت من يقول: معذرتهم، أخرجه عبد الرزاق، انتهى.

وكتب الشيخ في "اللامع" (٣): قوله: "معذرتهم" بحذف المضاف، أي: معذرة فتنتهم، أي: جريرتهم التي ارتكبوها في الدنيا.

وقوله: ({وَلَلَبَسْنَا} [الأنعام: ٩] لشبهنا) أي: لو أنزلنا ملكًا لأنزلناه بصورة إنسان إذ لا طاقة لهم برؤيته، مع أنه لو أنزل على هيئته وصورته لم يتأت الخلط والتباسط المتوقف عليه التعليم والتعلم، فإذا لم ينزل في صورته ونزل في صورة إنس عاد المحظور كما كان، وصار السؤال واردًا كما ورد على إرسال الإنس نفسه.

وقوله: (البسط الضرب) يعني: أن المراد بالبسط ها هنا الضرب.

وقوله: (سرمدًا دائمًا) الظاهر أن المصنف قصد بذلك دفع ما يرد على ظاهر آيتي الأنعام والقصص من توهم معارضة حيث قال في الأولى: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} [الأنعام: ٩٦] وهو يقتضي اتصاف الليل بالسكون والقرار، وأيضًا فالليل كثيرًا ما يتصف بالسرمد فيقال: ليل سرمد، وصرَّح


(١) "إرشاد الساري" (١٠/ ٢٣٠).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٢٨٧).
(٣) "لامع الدراري" (٩/ ٧٧ - ٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>