للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه: (الأنفال) هي (المغانم) كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالصة ليس لأحد فيها شيء، وقيل: سميت الغنائم أنفالًا لأن المسلمين فُضِّلوا بها على سائر الأمم الذين لم تحلّ لهم، وسمي التطوع نافلة لزيادته على الفرض، وفي الاصطلاح: ما شرطه الإمام لمن يباشر خطرًا كتقدم طليعة وكشرط السلب للقاتل، انتهى.

قال الحافظ (١): وروى أبو داود والنسائي عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صنع كذا فله كذا" الحديث فنزلت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}، انتهى.

وكتب الشيخ في "اللامع" (٢): قوله: "الأنفال المغانم" احتاج إلى تفسيره لما اشتهر استعمال النفل فيما يعطيه الإمام زيادة على السهم وهو غير مراد ها هنا، وذكر العطية في ترجمة النافلة استطراد وتنبيه على المعنى اللغوي.

قوله: ({وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: ٣٥] الصفير) فالفرق بين المكاء والتصدية بحسب هذا التَّفسير أن المكاء هو الصفير بإدخال الأصبع في الفم والتصدية بدونه، انتهى.

وفي هامشه: أجاد الشيخ قُدِّس سرُّه في بيان الفرق بينهما ونبَّه بقوله على هذا التَّفسير: أن ذلك بيان لما اختاره البخاري، وإلا فالمفسرون مختلفون في ذلك كما سيأتي، وزاد في "تقرير المكي" بعد ما ذكر الفرق المذكور بين المكاء والتصدية: وكلاهما صوت الفم، وعامة المفسرين على أن التصدية ضرب الأكف، انتهى. وقال القسطلاني (٣): وعن ابن عمر مما رواه ابن جرير: المكاء الصفير، والتصدية التصفيق، وعن ابن عباس مما رواه ابن أبي حاتم: كانت قريش تطوف بالبيت عراة تصفر وتصفق، انتهى.


(١) "فتح الباري" (٨/ ٣٠٦).
(٢) "لامع الدراري" (٩/ ٩٠، ٩١).
(٣) "إرشاد الساري" (١٠/ ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>