للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يونس: ٦٤]، وما بلغنا أن فيها مدنيًّا غير هذه الآية، وفي تفسير ابن النقيب عن الكلبي: مكية إلا قوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ} فإنها نزلت بالمدينة، وقال مقاتل: كلها مكية غير آيتين: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ} [يونس: ٩٤] إلى قوله: {فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [يونس: ٩٥] هاتان الآيتان مدنيتان.

(قال ابن عباس: {فَاخْتَلَطَ} فنبت بالماء. . .) إلخ، في بعض النسخ: "باب، وقال ابن عباس. . ." إلخ، وأشار به إلى قوله: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ} [يونس: ٢٤] وهذا التعليق وصله ابن جرير من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ} فنبت بالماء كل لون مما يأكل الناس؛ كالحنطة والشعير وسائر حبوب الأرض، انتهى من "العيني".

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (١): قوله: "فنبت بالماء" لما كان ظاهر قوله: {فَاخْتَلَطَ} إلى آخر الآية يقتضي وجود النبات قبل ذلك حتى يوجد الاختلاط افتقر إلى تفسيره فقال: المراد به النبت إلا أنه لما كان أسرع كان كأنه نبت حين نزل الماء فاختلط الماء بالنبات.

قوله: (يقال: {تِلْكَ آيَاتُ} يعني: هذه) يعني: أن لفظة "تلك" موضوعة للإشارة إلى البعيد، وليس كذلك ها هنا إذ الإشارة إلى نفس هذه الآيات القرآنية لا آيات الكتب السماوية الأخر حتى يتحقق معنى البعد، "ومثله" في وضع اللفظة موضع أخرى قوله تعالى: ({حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ}) [يونس: ٢٢] فالتشبيه إنما هو في وضع الكلمة مقام أخرى.

قوله: ({أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} [يونس: ٢٦]) لما كانت الزيادة تتوقف على تعيين مقدار نفس الأجر المترتب على الإحسان احتيج إلى تعيين ما في جزاء الحسنى لتصح الزيادة عليه فقال: "مثلها حسنى" أي: للمحسنين أجر


(١) "لامع الدراري" (٩/ ١٠١ - ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>