للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن عباس وابن الزبير رضي الله تعالى عنهم فيما ذكره ابن مردويه، وفي "مقامات التنزيل": مكية كلها لم يعرف فيها اختلاف إلا ما ذكر عن الكلبي أنه قال: {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه: ١٣٠] نزلت بالمدينة وهي في أوقات الصلاة، انتهى.

قوله: (قال ابن جبير: بالنبطية طه: يا رجل. . .) إلخ، كذا في النسخة "الهندية"، وفي نسخة "العيني" و"القسطلاني": "قال ابن جبير والضحاك. . ." إلخ، وفي نسخة "الفتح" بدله: "قال عكرمة والضحاك. . ." إلخ.

قال الحافظ (١): كذا لأبي ذر والنسفي، ولغيرهما: "قال ابن جبير" - أي: سعيد -، وأما قول الضحاك فوصله الطبري في قوله: طه، قال: يا رجل بالنبطية، وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر قال: قال رجل من بني مازن: ما يخفى عليّ من القرآن شيء، فقال له الضحاك: ما طه؟ قال: اسم من أسماء الله تعالى، قال: إنما هو بالنبطية: يا رجل، وأما قول سعيد بن جبير فرويناه في "الجعديات" للبغوي.

وفي "القسطلاني" (٢): "بالنبطية طه" معناه "يا رجل" ولأبي ذر: "أي: طه يا رجل" بسكون الهاء والمراد النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن الأنباري: ولغة قريش وافقت تلك اللغة في هذا؛ لأن الله تعالى لم يخاطب نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - بلسان غير قريش، وعن الخليل: من قرأ طه موقوفًا فهو يا رجل، ومن قرأ طه بحرفين من الهجاء فقيل: معناه اطمئن، وقيل: طأ الأرض، والهاء كناية عنها، وقال ابن عطية الضمير في طه للأرض وخففت الهمزة فصارت ألفًا ساكنة، وقرأ الحسن طَهْ بسكون الهاء من غير ألف بعد الطاء على أن الأصل طاء بالهمز أمر من وطئ يطأ، ثم أبدلت الهمزة هاء كإبدالهم في هرقت ونحوه، أو على إبدال الهمزة ألفًا كأنه أخذه من وطِئَ يطأ بالبدل ثم حذف الألف


(١) "فتح الباري" (٨/ ٤٣٢).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ٤٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>