للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمام: {قُرَّةَ} بالهاء على الوحدة وهي قراءة أهل الأمصار.

قوله: (يقول الله تعالى: أعددت لعبادي) ووقع في حديث آخر أن سبب هذا الحديث أن موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه: "من أعظم أهل الجنة منزلًا؟ فقال: غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" أخرجه مسلم والترمذي من طريق الشعبي: سمعت المغيرة بن شعبة على المنبر يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - "أن موسى سأل ربه" فذكر الحديث بطوله وفيه هذا، وفي آخره: قال: "ومصداق ذلك في كتاب الله {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} " [السجدة: ١٧].

قوله: (ولا خطر على قلب بشر) زاد ابن مسعود في حديثه: "ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل" أخرجه ابن أبي حاتم، وهو يدفع قول من قال: إنما قيل: البشر؛ لأنه يخطر بقلوب الملائكة، انتهى من "الفتح" (١).

قوله: (من بله ما أطلعتم عليه. . .) إلخ، قال الحافظ (٢): قال الخطابي: كأنه يقول: دع ما أطلعتم عليه فإنه سهل في جنب ما ادخر لهم، قلت: وهذا لائق بشرح "بله" بغير تقدم "من" عليها، وأما إذا تقدمت "من" عليها فقد قيل: هي بمعنى "كيف"، ويقال: بمعنى "أجل"، ويقال: بمعنى "غير" أو "سوى"، ويقال: بمعنى "فضل"، لكن قال الصغاني: اتفقت نسخ الصحيح على "من بله" والصواب إسقاط كلمة "من" وتعقب بأنه لا يتعين إسقاطها إلا إذا فسرت بمعنى "دع"، وأما إذا فسرت بمعنى "من أجل" أو "من غير" أو "سوى" فلا، وقد ثبت في عدة مصنفات خارج الصحيح بإثبات من، إلى آخر ما بسط الحافظ.

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٣): كلمة "من" زائد و"بله" معناه حسب، أي: حسبكم ما ذكر في القرآن في تصديق ما قلته، انتهى.


(١) "فتح الباري" (٨/ ٥١٦).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٥١٦).
(٣) "لامع الدراري" (٩/ ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>