للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: ٥] وفسرها بقوله: "القائمة" أي: دين الملة القائمة المستقيمة، فالدين مضاف إلى مؤنث وهي الملة، والقيمة صفته فحذف الموصوف، انتهى.

وقال القسطلاني (١): أضاف الدين إلى المؤنث على تأويل الدين بالملة، أو التاء تاء المبالغة كعلامة.

وفي تقرير (٢) المكي: غرضه أن القيمة وإن كان مضافًا إليه لكنه في الحقيقة صفة للدين كما جاء في موضع آخر بالتركيب التوصيفي، وذلك صحيح لأن الدين هو الملة فكان مؤنثًا، انتهى، إلى آخر ما بسط في هامش "اللامع"، وفيه أيضًا: لا يذهب عليك أن الشرَّاح قاطبة لم يفصلوا في كلام البخاري، والأوجه عند هذا العبد الضعيف أن الإمام البخاري أشار في كلامه إلى آيتين من سورة {لَمْ يَكُنْ} فأشار بقوله: قيمة، إلى قوله تعالى: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة: ٣] وفسرها بقوله: القائمة، وأشار بقوله: دين القيمة، إلى قوله تعالى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}، إلى آخر ما ذكر فيه.

قوله: (أمرني أن أقرأ عليك {لَمْ يَكُنْ}) فيه ثلاثة مسائل: الأولى تخصيص أُبي - رضي الله عنه - بالقراءة عليه، والثانية تخصيص هذه السورة، والثالثة بكاء أُبي - رضي الله عنه -، أجاد الشيخ قُدِّس سرُّه في تقرير الترمذي المطبوع باسم "الكوكب الدري" الكلام على اثنتين منها بعبارة وجيزة إذ قال: والمناسبة ما فيها من ذكر أهل الكتاب وقوله: "فبكى" أي: شوقًا وتلذذًا بأمر الله، إلى آخر ما بسط من الكلام على المسائل الثلاث في هامش "اللامع" (٣) أشد البسط فارجع إليه لو شئت.

وقال العيني (٤): والحديث مضى في "باب مناقب أُبي بن كعب" فإنه


(١) "إرشاد الساري" (١١/ ٢٦٢).
(٢) انظر: "لامع الدراري" (٩/ ٢٠٣، ٢٠٤).
(٣) "لامع الدراري" (٩/ ٢٠٤).
(٤) "عمدة القاري" (١٣/ ٥٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>