للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أصول التراجم، وهذا أصل مطرد تقدمت نظائره في "مقدمة اللامع"، فكأنه أشار بذلك إلى روايات وردت في ذلك، وقد ترجم الإمام الترمذي في "جامعه": "باب ما جاء يا بني"، وذكر فيه حديث أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: يا بني".

وكتب الشيخ في "الكوكب" (١) تحت ترجمة الباب: يعني أنه ليس سبًّا إنما هي كلمة ترحم وتلطف تكلم بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، انتهى مختصرًا من هامش "اللامع" (٢).

قال الحافظ (٣): قوله: "أحب الأسماء إلى الله. . ." إلخ، ورد بهذا اللفظ حديث أخرجه مسلم من طريق نافع عن ابن عمر رفعه: "إن أحبّ أسمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن"، قال القرطبي: يلتحق بهذين الاسمين ما كان مثلهما كعبد الرحيم وعبد الملك وعبد الصمد، وإنما كانت أحبّ إلى الله لأنها تضمنت ما هو وصف واجب لله، وما هو وصف للإنسان وواجب له وهو العبودية، ثم أضيف العبد إلى الربّ إضافة حقيقة، فصدقت أفراد هذه الأسماء وشرفت بهذا التركيب فحصلت لها هذه الفضيلة، وقال غيره: الحكمة في الاقتصار على الاسمين أنه لم يقع في القرآن إضافة عبد إلى اسم من أسماء الله تعالى غيرهما؟ قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} [الجن: ١٩]، وقال في آية أخرى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ} [الفرقان: ٦٣]، وقد أخرج الطبراني من حديث [أبي] زهير الثقفي رفعه: "إذا سميتم فعبِّدوا"، ومن حديث ابن مسعود رفعه: "أحبّ الأسماء إلى الله ما تعبد به"، وفي إسناد كل منهما ضعف، انتهى.


(١) "الكوكب الدري" (٣/ ٤٢٤)، (ح ٢٨٣١).
(٢) "لامع الدراري" (١٠/ ٣٨).
(٣) "فتح الباري" (١٠/ ٥٧٠)، "المفهم" (٥/ ٤٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>