للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحوض صحيحة، والإيمان به فرض، والتصديق به من الإيمان، وهو على ظاهره عند أهل السُّنَّة والجماعة، لا يتأوّل ولا يختلف فيه، وحديثه متواتر النقل، رواه خلائق من الصحابة إلى آخر ما ذكر من أسماء الصحابة.

قال النووي: وقد جمع ذلك كلّه الإمام البيهقي في كتابه "البعث والنشور" بأسانيده وطرقه المتكاثرات، انتهى.

وأنكره الخوارج وبعض المعتزلة، والمعروف أنه من خواص نبينا - صلى الله عليه وسلم -، لكن أخرج الترمذي عن سمرة مرفوعًا: "إن لكل نبي حوضًا" فإن ثبت فالمختص بنبينا عليه الصلاة والسلام نهر الكوثر الذي يصبّ منه في حوضه، كذا في هامش النسخة "الهندية" (١).

وهو الظاهر عندي من أن المختص هو نهر الجنة، والمشترك بين الأنبياء حوض المحشر، فقد تقدّم في "كتاب التفسير" في تفسير سورة الكوثر الروايات الكثيرة الصريحة في أن الكوثر نهر في الجنة يصبّ منه الماء في حوض المحشر، وإطلاق الحوض على هذا النهر في بعض الروايات مجاز.

قال الحافظ (٢) نقلًا عن القرطبي: والصحيح أن للنبي - صلى الله عليه وسلم - حوضين، أحدهما: في الموقف، والآخر: داخل الجنة، وكل منهما يسمى كوثرًا.

قال الحافظ: وفيه نظر؛ لأن الكوثر نهر داخل الجنة، وماؤه يصبّ في الحوض، ويطلق على الحوض كوثر لكونه يمد منه، انتهى.

وفي "العقائد النسفية" (٣): والحوض حق، قال التفتازاني في شرحه: لقوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قال محشيه العلامة الخيالي: يشير إلى أن الكوثر هو الحوض، والأصح أنه غيره، وأنه - أي: الكوثر - في


(١) انظر: "صحيح البخاري بحاشية السهارنفوري" (١٢/ ٧٨٣).
(٢) "فتح الباري" (١١/ ٤٦٦).
(٣) "شرح العقائد النسفية" (ص ١٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>