للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الإسلام بأن يدخلهما في سِلك واحد ويتم المطلوب؟ ثم أجاب عن ذلك بأن البخاري تبع في وضع التراجم مشايخه.

وأنكره الحافظ ابن حجر أشد الإنكار، وقال (١): الظاهر من صنيع البخاري أنه يقصد تعديد شعب الإيمان كما قدَّمناه، فخصَّ كل شعبة بباب تنويهًا بذكرها، وقصدُ التنويه يحتاج إلى التأكيد، فلذلك غاير بين الترجمتين، انتهى.

قوله: (الإنصاف من نفسك. . .) إلخ، وفي هامش "اللامع" (٢): وفي تقرير مولانا محمد حسن المكي: أي: إعطاء الإنصاف من نفسك بأن يقول للمظلوم: خُذْ ظُلمك مني، انتهى.

قلت: وهذا أوجه عندي مما قالته الشرَّاح قاطبة، ففي "القسطلاني" (٣) تبعًا للحافظ: قوله: "الإنصاف" أي: العدل من نفسك بأن لم تترك لمولاك حقًا واجبًا عليك إلا أديته، ولا شيئًا مما نُهيتَ عنه إلا اجتنبته، وأنت خبير بأن هذا الذي قالوه هو تمام الإيمان، فأي شيء بقي بعد ذلك، والوارد في الأثر: "ثلاث من جمعهن جمع الإيمان"، فالموافق للفظ الأثر ما أفاده الشيخ قُدِّس سرُّه.

قال العيني (٤): يقال: أنصفه من نفسه، وانتصفت أنا منه، انتهى.

قال المجد (٥): انتصف منه: استوفي حقه منه، وتناصفوا: أنصف بعضهم بعضًا، انتهى.

(من الإقتار) بكسر الهمزة، أي: في حالة الفقر، كذا قال القسطلاني.


(١) "فتح الباري" (١/ ٨٢).
(٢) "لامع الدراري" (١/ ٥٦٩).
(٣) انظر: "إرشاد الساري" (١/ ١٩٢) و"فتح الباري" (١/ ٨٣).
(٤) "عمدة القاري" (١/ ٢٩٧).
(٥) "القاموس" (ص ٧٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>