للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بسط الحافظ في دلائل أهل السُّنَّة في إثبات ذلك، وردّ ما تمسّك به المخالفون.

وبسط شيء من الكلام على ذلك في هامش "اللامع".

قوله: (شافعوها. . .) إلخ، كتب الشيخ في "اللامع" (١): معناه المنافقون، وإنما سموا بذلك لاختلاطهم وازدواجهم لهم في الدنيا وفي الآخرة أيضًا، ولو إلى مدة معلومة، والشفع الجمع والازدواج، وكلمة "أو" شك من الراوي، انتهى.

وقد أجاد الشيخ قُدِّس سرُّه في تفسير هذه الكلمة ولم يسبق إليه الشرَّاح، بل حملوا اللفظ على ظاهر معناه، حيث قالوا: قوله: "شافعوها. . ." إلخ، أصله شافعون، فسقطت النون للإضافة، أي: شافعو الأمة، قوله: "أو منافقوها" قال الحافظ ابن حجر: (٢) والأول المعتمد، كذا قال القسطلاني (٣).

قوله: (فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون. . .) إلخ، قال القسطلاني (٤): قال الكرماني: فإن قلت: إنهم كانوا صادقين في عبادة عزير؟ قلت: كذبوا في كونه ابن الله، إلى آخر ما بسط.

وقال العلامة السندي (٥): الكذب راجع إلى النسبة الخبرية الضمنية التي تتضمنها النسبة التوصيفية في قوله: {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: ٣٠] كما قرّروا أن النسب التوصيفية تتضمن النسب الإخبارية، ويمكن رجوعها إلى نسبة "نعبد" بالنظر إلى كون مفعوله ابن الله، والله أعلم، انتهى.


(١) "لامع الدراري" (١٠/ ٣٤٤).
(٢) "فتح الباري" (١١/ ٤٤٩).
(٣) "إرشاد الساري" (١٥/ ٤٦٦).
(٤) "إرشاد الساري" (١٥/ ٤٧٣)، و"شرح الكرماني" (٢٥/ ١٤٦).
(٥) "صحيح البخاري بحاشية السندي" (٤/ ٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>