للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقصود أن الحسد في الحديث بمعنى الغبطة لما يأتي في فضائل القرآن من زيادة قوله: "ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان" (١)، الحديث، انتهى. ملخص من "الفتح".

وفي "تراجم شيخ الهند": إن المقصود التحريض على طلب العلم، ولذا عقَّبه قول عمر بالأمر، انتهى.

وفي "اللامع" (٢): أشار بذلك إلى أن لفظ الحسد الوارد في الرواية محمول عليه، انتهى.

وفي هامشه: الغبطة لغةً: أن يتمنى مثل حال المغبوط من غير أن يريد زوالها عنه، والحسد: أن تتمنى زوال نعمة المحسود [إليك]، إلى آخر ما بسط فيه من اختلاف تفسيرهما، وفيه: قال القسطلاني (٣): عطف الحكمة من باب العطف التفسيري، أو من باب عطف الخاص على العام.

وكتب الشيخ في "اللامع": ومعنى قول عمر: "تفقهوا قبل أن تسوَّدوا": أن السيادة لما كانت مانعةً عن الاشتغال بالفقه لما فيها من أشغال وعلَّات مانعة عنه، فأولى أن تفقَّهوا قبل أن تقعوا فيها، ولم يرد أن لا تفقَّهوا بعدها، وإنما أراد أنه لا يتيسَّر بعدها، فقول المؤلف: "وبعدها" تنبيه على مراد عمر لئلا يظن أحد أنه نهى عن التعلم بعدها، انتهى.

وبسط في هامشه الكلام في شرح كلام الشيخ قُدِّس سرُّه ومناسبة أثر عمر - رضي الله عنه - بالترجمة، فليرجع إليه.

قوله: (على غير ما حدثناه الزهري) قال القسطلاني (٤): أي: على غير اللفظ الذي حدثناه الزهري المسوق روايته عند المؤلف في "التوحيد"، والحاصل: أن ابن عيينة روى الحديث عن إسماعيل بن خالد وساق لفظه هنا، وعن الزهري وساق لفظه في "التوحيد"، انتهى.

قلت: وبينهما اختلاف يسير في اللفظ.


(١) أخرجه البخاري (ح: ٥٠٢٦).
(٢) "لامع الدراري" (٢/ ٢٥).
(٣) "إرشاد الساري" (١/ ٢٩٨).
(٤) "إرشاد الساري" (١/ ٢٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>