للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في "الكفاية" أن ابن معين قال: أقل سن التحمل خمس عشرة سنة لكون ابن عمر رُدّ يوم أُحد إذ لم يبلغها، فبلغ ذلك أحمد بن حنبل فقال: بل إذا عقل ما يسمع، وإنما قصة ابن عمر في القتال، ثم أورد الخطيب أشياء مما حفظها جمع من الصحابة ومن بعدهم في الصغر وحدَّثوا بها بعد ذلك وقُبلت عنهم، وهذا هو المعتمد، وقد نقل ابن عبد البر الاتفاق على قبول هذا، انتهى.

قال عياض: إن محمودًا كان إذ ذاك ابن أربع سنين، ومن ثَمَّ صحَّح الأكثر سماع من بلغ أربعًا، لكن بالنسبة إلى ابن العربي، وأما ابن العجمي فإذا بلغ سبعًا، انتهى، كذا في "القسطلاني" (١).

وقال شيخ الهند في "تراجمه" ما تعريبه: وهذا ظاهر أن المراد بالسماع هنا التحمُّل، وذكر المؤلف قصتين، ولم يذكر حديثًا يدل على التحديد، ولكن يظهر بالجمع بين الروايتين أن مقصود المؤلف أن صحة التحمل والسماع ليس له حد معيّن، بل مطلق سن التميُّز والتعقل يكفي لصحة السماع، هكذا قال العلامة السندي (٢) وغيره، انتهى.

قوله: (أنا ابن خمس سنين. . .) إلخ، وكان عند وفاته - صلى الله عليه وسلم - ابن خمس سنين، فالقصة في آخر سنة من حياته - صلى الله عليه وسلم -.

قال الحافظ (٣): واعترض المهلَّب على البخاري لكونه لم يذكر ههنا حديث ابن الزبير في رؤيته إياه (٤) يوم بني قريظة، وكان سِنُّه إذ ذاك ثلاث سنين أو أربعًا، فهو أصغر من محمود، وأجاب ابن المنيِّر: بأن البخاري


(١) "إرشاد الساري" (١/ ٣٠٨).
(٢) انظر: "حاشية على صحيح البخاري" (١/ ٢٥).
(٣) "فتح الباري" (١/ ١٧٣).
(٤) قوله: "إياه" كذا في الأصل و"القسطلاني" (١/ ٣٠٨)، والصواب: "أباه" كما يدل عليه لفظ الحافظ في "الفتح": "والده"، وحديث ابن الزبير في "صحيح البخاري" (ح: ٣٧٢٠): "يا أبت رأيتك تختلف؟ قال: أَوَهَلْ رأيتني يا بنيّ؟. . ." إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>