للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "تراجم شيخ الهند" ما تعريبه: إن المراد بإضاعة النفس هو كتمان العلم وعدم التبليغ، انتهى.

وكتب الشيخ في "اللامع" (١): قوله: "أن يضيع نفسه" بالإمساك عن العمل وتعليم الأمة، انتهى.

وفي هامشه: وما أفاده الشيخ أحد المعاني التي قيلت في تفسير قول ربيعة شيخ مالك المشهور بربيعة الرأي، قال الحافظ (٢): مراد ربيعة أن من كان فيه فهم وقابلية للعلم لا ينبغي له أن يهمل نفسه فيترك الاشتغال، لئلا يؤدِّي ذلك إلى رفع العلم، أو مراده: الحث على نشر العلم في أهله لئلا يموت العالم قبل ذلك فيؤدي إلى رفع العلم، أو مراده: أن يشهر العالم نفسه ويتصدى للأخذ عنه لئلا يضيع علمه، وقيل: مراده تعظيم العلم وتوقيره، فلا يهين نفسه بأن يجعله عرضًا للدنيا، وهذا معنى حسن، ولكن اللائق بتبويب المصنف ما تقدم، انتهى.

وما ذكره الحافظ بلفظ "أو" أقوال للعلماء كما في "الكرماني" و"العيني" (٣)، انتهى.

قوله: (لا يحدثكم أحد بعدي) كتب الشيخ في "اللامع" (٤): أي: من غير وسط بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - لعدم أحد من الصحابة هناك، انتهى.

وفي هامشه: ويؤيد توجيه الشيخ لفظ أبي عوانة الآتي قريبًا، وأشار الشيخ بقوله: "هناك" أن الخطاب لأهل البصرة خاصة، فإن أنسًا آخر من مات بها من الصحابة، وأما آخر الصحابة موتًا على الإطلاق فهو أبو الطفيل عامر بن واثلة توفي بمكة، قال صاحب "التقريب": توفي سنة ١١٠ هـ على الصحيح، وأنس توفي سنة ٩٣، وجزم غير واحد بأنه آخر من مات بالبصرة من الصحابة، إلى آخر ما بسط في الهامش، وفيه: ولأبي


(١) "لامع الدراري" (٢/ ٣٨).
(٢) "فتح الباري" (١/ ١٧٨).
(٣) انظر: "شرح الكرماني" (٢/ ٥٩)، و"عمدة القاري" (٢/ ١١٤).
(٤) "لامع الدراري" (٢/ ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>