للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأهل بالقياس، إذ الاعتناء بالأهل الحرائر في تعليم الفرائض والسنن آكد من الاعتناء بالإماء، انتهى ما في هامشه.

وقد أجمل الكلام شيخ الهند في "تراجمه" على الأبواب الثلاثة في محل واحد، وقد تقدم في الباب السابق كلامه المتعلق بالباب السابق مختصرًا، أو جملة كلامه "باب من أعاد الحديث ثلاثًا ليفهم عنه"، والمراد أنه يعيد الكلام حيث تكون الحاجة إلى الإعادة، وإلا فإنه قد ثبت التعليم بالإشارة فقط أحيانًا كما مر سابقًا، وهذا فيه إشارة إلى الاهتمام بالتعليم والتبليغ، فينبغي للمعلِّم أن يعيد المواضع المهمة مرتين وثلاثًا حتى يثبت في أذهان السامعين، ثم عقد "باب تعليم الرجل أمته وأهله"، ثم "باب عظة الإمام النساء وتعليمهن" على التوالي، ولا إشكال ولا إبهام فيهما، بل الغرض منهما هو الغرض السابق، أي: إثبات شدة الاحتياج إلى التعليم وتعميمه، ولذا أضاف في الترجمة الأولى لفظ "وأهله" مع أن الحديث لم يرد فيه لفظ أهله، انتهى.

قوله: (قال عامر: أعطيناكها. . .) إلخ، قال الحافظ (١): ظاهره أن الخطاب لصالح الراوي عنه كما جزم به الكرماني (٢)، وليس كذلك، بل إنما خاطب بذلك لرجل من خراسان كما سنذكر ذلك في ترجمة عيسى - عليه السلام -، انتهى مختصرًا.

قلت: والحديث الذي أشار إليه الحافظ أخرجه البخاري (٣) في "كتاب الأنبياء" بسنده إلى صالح بن حي: "أن رجلًا من أهل خراسان قال للشعبي، فقال الشعبي: أخبرني أبو بردة" فذكر الحديث، والحديث لم يتعرض الحافظ لقوله: "خذها" (٤)، وليس هذا اللفظ في ترجمة عيسى، لكن


(١) "فتح الباري" (١/ ١٩٢).
(٢) انظر: "شرح الكرماني" (٢/ ٨٧).
(٣) انظر: "صحيح البخاري" (ح: ٣٤٤٦).
(٤) قلت: والحديث الذي فيه: "خذها"، أخرجه البخاري في "كتاب النكاح" (ح: ٥٠٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>