للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان مرادفًا، وفيه أسرار ليس هذا موضع ذكرها، انتهى.

وذكر القسطلاني (١) في وجه المنع وجوهًا: منها: أن الأذكار توقيفية في تعيين اللفظ وتقدير الثواب، فربما كان في اللفظ سر ليس في الآخر، ولو كان يرادفه في الظاهر، وقال المهلب: إنما لم تبدل ألفاظه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنها ينابيع الحكم وجوامع الكلم، فلو غيّرت سقطت فائدة النهاية في البلاغة التي أعطيها - صلى الله عليه وسلم -، انتهى.

ثم لا يذهب عليك ما قال الحافظ (٢) في براعة الاختتام: ختم البخاري كتاب الوضوء بحديث البراء - رضي الله عنه - من جهة أنه آخر وضوء أمر به المكلف في اليقظة، ولقوله في نفس الحديث: "واجعلهن آخر ما تتكلم به" فأشعر بذلك في ختم الكتاب، والله الهادي للصواب، انتهى.

وهذا على ما اختاره الحافظ في براعة الاختتام من أن الإمام البخاري يشير بشيء إلى ختم الكتاب، وأما على ما اختاره هذا العبد الضعيف من أن الإمام البخاري يشير في آخر كل كتاب إلى آخر حياة الرجل ويذكره الموت، فهذان اللذان ذكرهما الحافظ يشعران إليه، وأصرح منهما لفظ: "فإن مت من ليلتك. . ." إلخ، هو نص في الموت، انتهى من هامش "اللامع" (٣).

* * *


(١) "إرشاد الساري" (١/ ٥٦٤).
(٢) "فتح الباري" (١/ ٣٥٨).
(٣) "لامع الدراري" (٢/ ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>