للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى ابن العربي (١) عن النخعي نجاسة الريق كذا في هامشي على "البذل" (٢)، ثم يشكل على الروايات الواردة في الترجمتين.

قال الكرماني (٣): في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - في الباب الأول: هذا يدل على بعض الترجمة إذ لا يعلم منه أن حكه كان بيده ومن المسجد.

قلت: المتبادر إلى الفهم من إسناد الحك إليه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان بيده الشريفة، والمعهود من جدار القبلة جدار قبلة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انتهى.

قال الحافظ (٤): قوله: "في جدار القبلة" وفي رواية: "في جدار المسجد"، وللمصنف في آخر الصلاة من طريق أيوب عن نافع في قبلة المسجد، وهو مطابق للترجمة، انتهى.

وقال الكرماني (٥) في أول حديث للباب الثاني: فإن قلت: عقد الباب على حك المخاط، والحديث يدل على حك النخامة.

قلت: لما كانا فضلتين طاهرتين لم يفرق بينهما إشعارًا بأن حكمهما واحد، انتهى.

وقال العيني (٦): والأوجه أن يقال: وإن كان بينهما فرق، وهو أن المخاط يكون من الأنف والنخامة من الصدر، لكنه ذكر المخاط في الترجمة، والنخامة في الحديث إشعارًا بأن بينهما اتحادًا في اللزوجة، وأن حكمهما واحد من هذه الحيثية أيضًا، انتهى.

قلت: وهذا هو الأوجه مما ذكره الكرماني، انتهى من هامش "اللامع" مع زيادة من حواشي "البذل".

قوله: (وقال ابن عباس. . .) إلخ، لا تعلق لهذا الأثر بالترجمة على الظاهر، ولذا اختلفوا في توجيهه.


(١) "عارضة الأحوذي" (٣/ ٥٧).
(٢) انظر: "بذل المجهود" (٣/ ٦٣٣).
(٣) "شرح الكرماني" (٤/ ٧١).
(٤) "فتح الباري" (١/ ٥٠٩).
(٥) "شرح الكرماني" (٤/ ٧١، ٧٢).
(٦) "عمدة القاري" (٣/ ٣٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>