للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وهي غزوة محارب خصفة) كذا فيه، وهو متابع في ذلك لرواية مذكورة في أواخر الباب، وخصفة هو ابن قيس بن غيلان بن إلياس بن مضر، ومحارب هو ابن خصفة، والمحاربيون من قيس ينسبون إلى محارب بن خصفة هذا، وفي مضر محاربيون أيضًا لكونهم ينسبون إلى محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وهم بطن من قريش، ولم يحرر الكرماني (١) هذا الموضع فإنه قال: قوله: "محارب" هي قبيلة من فهر، و"خصفة" هو ابن قيس بن غيلان.

قال الحافظ: وفي شرح قول البخاري: "محارب خصفة" بهذا الكلام من الفساد ما لا يخفى، ويوضحه أن بني فهر لا ينسبون إلى قيس بوجه، نعم وفي العرنيين محارب بن صباح، وفي عبد القيس محارب بن عمرو، ذكر ذلك الدمياطي وغيره، فلهذه النكتة أضيفت محارب إلى خصفة لقصد التمييز عن غيرهم من المحاربين، كأنه قال: محارب الذين ينسبون إلى خصفة لا الذين ينسبون إلى فهر ولا غيرهم.

قوله: (من بني ثعلبة بن غطفان) قال الحافظ (٢): كذا وقع فيه، وهو يقتضي أن ثعلبة جد لمحارب، وليس كذلك، ووقع في رواية القابسي: "خصفة بن ثعلبة" وهو أشدّ في الوهم، والصواب ما وقع عند ابن إسحاق غيره و"بني ثعلبة" بواو العطف، فإن غطفان هو ابن سعد بن قيس بن غيلان، فمحارب وغطفان ابنا عم، فكيف يكون الأعلى منسوبًا إلى الأدنى؟ وسيأتي في باب من حديث جابر بلفظ: "محارب وثعلبة" بواو العطف على الصواب، وفي قوله: "ثعلبة بن غطفان" بباء موحدة ونون نظر أيضًا، والأولى ما وقع عند ابن إسحاق: "وبني ثعلبة من غطفان" بميم ونون، فإنه ثعلبة بن سعد بن دينار بن معيص بن ريث بن غطفان، على أن لقوله: "ابن غطفان" وجهًا بأن يكون نسبه إلى جده الأعلى، انتهى من "الفتح".


(١) "شرح الكرماني" (١٦/ ٤١).
(٢) "فتح الباري" (٧/ ٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>