للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (في يومي. . .) إلخ، كتب الشيخ في "اللامع" (١): أي: لو كان ثمة نوبة بحسب عادته لكان اليوم يوم نوبتي، انتهى.

وفي هامشه: كما هو نص الرواية المتقدمة قريبًا قالت عائشة: "فمات في اليوم الذي كان يدور عليّ فيه في بيتي"، وفي هامش النسخة الهندية: قوله: "في يومي" أي: يوم نوبتي بحساب الدور المتقدم المعهود، قال في "جامع الأصول" (٢): كان ابتداء مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - من صداع عرض له، وهو في بيت عائشة، ثم اشتد به وهو في بيت ميمونة، ثم استأذن نساءه أن يمرّض في بيت عائشة، فأذِنَّ له، وكان مدة مرضه اثني عشر يومًا، ومات يوم الاثنين ضحى من ربيع الأول، فقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: لاثنتي عشرة خلت منه، وهو الأكثر، هكذا في "المرقاة" (٣)، انتهى.

وهكذا حكى القاري كلام "جامع الأصول" في "جمع الوسائل" (٤)، ولم يتعرض فيها عن إشكال، وهو أن مدة مرضه - صلى الله عليه وسلم - لما كانت اثني عشر يومًا، وكان بدء المرض في بيت عائشة فكيف رجعت النوبة إليها بعد اثني عشر يومًا؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - توفي عن تسع نسوة، منها يومان لعائشة، ولم يتعرض لهذا الإشكال أحد من الشرَّاح، ويمكن التقصي عنه باختيار قول آخر، فإن الروايات في مدة مرضه ووفاته - صلى الله عليه وسلم - مختلفة. . .، إلى آخر ما بسط في هامش "اللامع"، وفيه: روى البيهقي في "دلائل النبوَّة" بإسناد صحيح إلى سليمان التيمي: "أن رسول الله مرض لاثنتين وعشرين ليلة من صفر، وكان أول يوم مرض فيه يوم السبت، وكانت وفاته اليوم العاشر يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول"، انتهى.

وإذا كان مدة مرضه - صلى الله عليه وسلم - عشرة أيام فترجع النوبة إلى عائشة بلا مرية، انتهى من هامش "اللامع".


(١) "لامع الدراري" (٨/ ٤١٢، ٤١٣).
(٢) "جامع الأصول" (١٢/ ١١٠).
(٣) "مرقاة المفاتيح" (١٠/ ٣٠١).
(٤) "جمع الوسائل" (٢/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>