للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر: (إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد غلبه الوجع. . .) إلخ: إنما حسن ذلك من عمر لما علم أنه يكتب الخلافة لأبي بكر ونحن متفقون عليه، فلا حاجة إلى تصديعه. . .، إلى آخر ما تقدم، وتقدم هناك في هامشه: هذا هو الظاهر فيما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابته.

قال الحافظ (١): اختلف في المراد بالكتاب، قيل: كان أراد أن يكتب كتابًا ينصّ فيه على الأحكام ليرتفع الاختلاف، وقيل: بل أراد أن ينصّ على أسامي الخلفاء بعده حتى لا يقع بينهم الاختلاف، قاله سفيان بن عيينة، ويؤيده أنه - صلى الله عليه وسلم - قال في أوائل مرضه وهو عند عائشة: "ادعي لي أباك حتى أكتب كتابًا، فإني أخاف أن يتمنى متمن، ويقول قائل، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر" أخرجه مسلم، وللبخاري معناه، قال الحافظ: والأول أظهر لقول عمر: حسبنا كتاب الله، أي: كافينا مع أنه يشمل الوجه الثاني؛ لأنه بعض أفراده، انتهى.

قلت: الأظهر هو الثاني لموافقة قوله - صلى الله عليه وسلم -: "حتى أكتب كتابًا"، انتهى من هامش "اللامع".

قوله: (استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي. . .) إلخ، قال الحافظ (٢): وفي رواية عن عائشة عند أحمد: "أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لنسائه: إني لا أستطيع أن أدور بيوتكن، فإذا شئتن أذنتن لي"، وسيأتي بعد قليل عن عائشة أنه "كان يقول: أين أنا غدًا؟ يريد يوم عائشة"، وكان أول ما بدأ مرضه في بيت ميمونة، انتهى.

قلت: وأتذكر من إفادات مولانا الشيخ فضل رحمان كَنج مراد آبادي قُدِّس سرُّه: أن التمريض في بيت عائشة لعله لأجل أن الوحي لا يأتي في لحاف أحد غيرها.


(١) "فتح الباري" (١/ ٢٠٩).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>