للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواحدي من حديث الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب بذلك المؤمنون فنزلت: {الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: ١، ٢] إلى أن قال: {يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم: ٤] بظهور الروم على أهل فارس، انتهى.

قوله: ({فَلَا يَرْبُو} [الروم: ٣٩] من أعطى يبتغي أفضل فلا أجر له فيها) وصله الطبري من ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} [الروم: ٣٩] قال: يعطي ماله يبتغي أفضل منه، وقال عبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي رواد عن الضحاك في هذه الآية، قال: هذا هو الربا الحلال يهدي الشيء ليصاب أفضل منه ذاك لا له ولا عليه، وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عبد العزيز وزاد: ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه خاصة، ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد عن إبراهيم قال: هذا في الجاهلية كان يعطي الرجل قرابته المال يكثر به ماله، إلى آخر ما في "الفتح" (١).

قال الحافظ (٢): ثم ذكر المصنف حديث ابن مسعود في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - على قريش بالسنين وسؤالهم له الدعاءَ برفع القحط، وقد تقدم شرح ذلك في الاستسقاء، ويأتي ما يتعلق بالذي وقع في صدر الحديث من الدخان في تفسير سورة الدخان إن شاء الله، انتهى.

كتب الشيخ في "اللامع" (٣): وإنما أنكر ابن مسعود على القاصّ بيانَ هذا الدخان في تفسير الآية لأن المذكور في الآية غير المذكور فيما ذكره الراوي من الرواية، وهو وإن كان صحيحًا في نفسه إلا أنه لم يصح ذكره في تفسير الآية، لا أن ابن مسعود لم يبلغه الرواية أصلًا فأنكر ذلك لأنه أرفع شأنًا من أن يظن به خفاء الرواية عليه، انتهى.


(١) "فتح الباري" (٨/ ٥١١).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٥١٢).
(٣) "لامع الدراري" (٩/ ١٤٤، ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>