للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روى حديث بريرة عن عائشة أكثر من اثنتين وعشرين مرة، واستخرج [منه] أحكامًا وفوائد جديدة.

وروى حديث جابر قال: "كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة فأبطأ بي جملي وأعيا" الحديث، أكثر من عشرين مرة.

وروى حديث عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترى طعامًا من يهودي إلى أجل ورهنه درعًا من حديد، في أحد عشر موضعًا، وعقد له أبوابًا وتراجم لها (١).

وروى قصة موسى والخضر في أكثر من عشرة مواضع.

وأخرج حديث كعب بن مالك في تخلُّفه من غزوة تبوك في أكثر من عشرة مواضع، وفوائده أكثر من خمسين.

وروى حديث أسماء في كسوف الشمس وخطبته - صلى الله عليه وسلم - في عشرة مواضع.

وروى حديث: "إن من الشجر لشجرة لا يسقط ورقها" الحديث، واستخرج منه فوائد جديدة (٢).

فكأنه تأخذه النشوة والطرب عند رواية الحديث، فلا يملُّ من إعادته، وينشد بلسان الحال:

أَعِدْ ذِكْرَ نَعْمَانٍ لَنَا إِنَّ ذِكْرَهُ … هُوَ الْمِسْكُ مَا كَرَّرْتَهُ يَتَضَوَّعُ

وكأنه يتمثل ببيت الشاعر:

وَحَدَّثْتنَا يا سَعْدُ عَنْهُمُ فَزِدْتَنَا … شُجُونًا فَزِدْنَا مِنْ حَدِيثِكَ يا سَعْدُ

ثم يشتعل ذكاؤه - الذي ضرب فيه بسهم وافر - ويتوقد ذهنه، وتسيل


(١) "عمدة القاري" للعلَّامة العيني (٥/ ٤١٥).
(٢) نشكر لهذه الإحصائيات فضيلة الشيخ عبد الستار الأعظمي [المعروفي]، مدرِّس الحديث الشريف في دار العلوم، ندوة العلماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>