٤/ ١٤]، وأما عالمية الرسالة الإسلامية فواضحة في كثير من الآيات، وأما كون القرآن حكما فلكونه إرادة إلهية تحكم الحياة بالشريعة الشاملة، ولأنه مشتمل على الحكمة، ولكونه حاكما على الأمور بما يمكّن من تمييز الغث من السمين ﴿وَلَئِنِ اِتَّبَعْتَ﴾ أيها المسلم، لأن الخطاب موجه إلى الأمة من خلال النبي ﴿أَهْواءَهُمْ﴾ بقبول الحلول الوسط في العقيدة من الذين ينكرون بعض القرآن المشار إليهم بالآية السابقة ﴿بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾ القرآني اليقيني الذي جاء حكما عربيا ﴿ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ﴾ يتولّى أمورك وينصرك ﴿وَلا واقٍ﴾ يقيك عاقبة السوء.
٣٨ - ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً﴾ كثيرة ﴿مِنْ قَبْلِكَ﴾ فليس من مبرر لإنكارهم بعث خاتم الأنبياء والرسل ﴿وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً﴾ فكانوا من جنس البشر ولم يكونوا ملائكة، والمغزى أن على الناس تقويم الرسالة الإلهية من حيث جدارتها وليس من حيث نزول الخوارق والمعجزات الحسية ﴿وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ﴾ برسالة سماوية ﴿إِلاّ بِإِذْنِ اللهِ﴾ حصرا، ويحتمل أيضا أن يكون المقصود بالآية المعجزة الحسية الخارقة التي يطلبها السذّج والمعاندون ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ﴾ وقت العمل بالتوراة والإنجيل مضى وانقضى وحان وقت العمل بالقرآن، بدليل الآية التالية.
﴿يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ﴾ (٣٩)
٣٩ - ﴿يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ﴾ من الرسالات السابقة التي نزلت لتناسب وقتها وظروفها ﴿وَيُثْبِتُ﴾ رسالة الإسلام التي جاءت خاتمة لما سبقها، أنظر الآية [البقرة ١٠٦/ ٢] مع شرحها ﴿وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ﴾ أم الكتاب منبع الوحي، وهو أيضا علم الله تعالى القديم المحيط الأزلي الذي لا يكون شيء إلا وفق ما فيه.