﴿فالقرآن الكريم يأخذ بالاعتبار أنّ الإنسان خلق ضعيفا: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً﴾ [النساء ٢٨/ ٤] ولو فرض عليه متطلبات قاسية كالتضحية بجميع ماله لفشل في أدائها: ﴿إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ﴾ (٣٧)،
إذن المتطلبات القرآنية من الإنسان معقولة وليس بها مغالاة، بل هي متناسبة مع الطبيعة البشرية، ولذا عندما تحجم الأكثرية عن التضحية وتتمسك بالبخل فالعاقبة تنعكس سلبا على المجتمع بكامله وتسبب زواله: ﴿ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (٣٨)﴾.