للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشمل في معناه الواسع منع المسلم من ممارسة واجباته الدينية وفرائضه الإسلامية وشعائره، فلا يجب أن يكون ذلك سببا للمسلم أن يعتدي ويتجاوز الحدّ، لأن الباطل لا يبرر العدوان ﴿وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ﴾ البرّ هو ما ثبت في القلوب من الإيمان، وما يظهر من أثره في العمل، واتقاء ما يضر صاحبه في الدين والدنيا، وليس مجرّد الصلاة من دون عمل، انظر آية [البقرة: ٢/ ١٧٧]، ﴿وَاِتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ﴾ أي اتقوا الله باتباع ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه، لأن من سننه تعالى في خلقه أنّ من يخالف ذلك يقع في العقاب الشديد.

﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّ ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاِخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اُضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٣)

٣ - في هذه الآية بيان للمحرمات من البهائم المشار إليها في الآية الأولى، وفيها تفصيل ما ورد تحريمه في آيات [البقرة: ٢/ ١٧٣] و [الأنعام: ٦/ ١٤٥] و [النحل:

١٦/ ١١٥]، والمحرّمات أربعة بالإجمال، وعشرة بالتفصيل، كما يلي:

﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ﴾ أي البهيمة التي ماتت حتف أنفها ﴿وَالدَّمُ﴾ وهو الدم المسفوح وإن كان جامدا لقوله تعالى: ﴿أَوْ دَماً مَسْفُوحاً﴾ [الأنعام: ٦/ ١٤٥]، ﴿وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ﴾ هذه الأصناف الثلاثة حرّمت لأسباب صحيحة، ﴿وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ﴾ محرّم أكله لأسباب دينية، والمقصود تحريم ذكر اسم غير الله على الذبيحة كقولهم باسم اللات والعزّى وما شابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>