١٨٢ - ﴿ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ ذلك العذاب سببه ما كان منكم، أيها اليهود، من الكفر والفسوق والمعصية ﴿وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ﴾ لأن ما يصيبهم من العذاب هو نتيجة طبيعية لأعمالهم.
١٨٣ - ﴿الَّذِينَ قالُوا﴾ وهو قول اليهود ﴿إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلاّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النّارُ﴾ أي ما لم يكن متبعا للشريعة الموسوية، فيقبل بحرق القرابين كجزء من الطقوس الدينية عندهم، انظر (سفر اللاويين ١/ ٧ - ٩)، ومع أن اليهود عطّلوا هذه الطقوس بعد الخراب الثاني لمعبد سليمان على يد الرومان عام ٧٠ م، فقد بقي يهود ما بعد التلمود على قناعة بأن المسيح، أو خاتم الأنبياء المنتظر، سوف يعيد إقامة شريعة موسى على تمامها، وعلى هذا رفضوا الاقتناع بنبوة من لا يقيم شعائرهم بكلّ تفاصيلها ﴿قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ﴾ أي إن رسلكم ممن جاؤوكم بالبينات قبلي كانوا يقبلون بحرق القرابين كما قلتم ﴿فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ قبل الخراب الثاني لمعبد سليمان كانت شعيرة حرق القرابين شائعة لديهم يقومون بها يوميا، وقت بعثة يحيى وعيسى ﵉، ومع ذلك فقد قتلوا يحيى وغيره، وحاولوا قتل عيسى المسيح ﵈، ولا زالت شعيرة حرق القرابين شائعة حتى اليوم في مدينة نابلس عند طائفة السامريين من اليهود Samaritans .