للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنّ إبراهيم اعتقد أنّ إرادة الله اقتضت ذبح إسماعيل، ثمّ بيّنت الأحداث الفعلية عكس ذلك ﴿فَانْظُرْ ماذا تَرى﴾ قالها لإسماعيل على سبيل المشورة ﴿قالَ﴾ إسماعيل ﴿يا أَبَتِ اِفْعَلْ ما تُؤْمَرُ﴾ مبالغة في طاعة أبيه فيما اعتقد أنها إرادة الله ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصّابِرِينَ﴾ على هذا الامتحان، والملاحظ أنّه علّق صبره على مشيئة الله.

﴿فَلَمّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ (١٠٣)

١٠٣ - ﴿فَلَمّا أَسْلَما﴾ استسلما وانقادا وأذعنا، لأنه يقال سلم لأمر الله وأسلم واستسلم بمعنى واحد ﴿وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ صرعه أبوه على شقّه فصار جانب من جبينه على الأرض، وقالوا: إن التليل والمتلول هو المصروع.

﴿وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ﴾ (١٠٤)

١٠٤ - ﴿وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ﴾ ناداه الله تعالى: أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا.

﴿قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ (١٠٥)

١٠٥ - ﴿قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا﴾ إذ أنت على وشك تنفيذها، وبذلك بلغت المغزى منها، وهو استعدادك للتضحية بأعزّ ما لديك ﴿إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ بإعفائهم من مشاقّ الفتنة.

﴿إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ﴾ (١٠٦)

١٠٦ - ﴿إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ﴾ الاختبار الذي يبيّن بلا أي التباس المخلصين من غيرهم، والبلاء أيضا المحنة البيّنة الصعوبة، وهي المحنة التي اجتازها إبراهيم بنجاح، واجتياز مثل هذه المحنة يعدّ امتيازا ما بعده امتياز، انظر أيضا شرح قوله تعالى: ﴿وَإِذِ اِبْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ [البقرة ١٢٤/ ٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>